هل يجب عليك أن تقرأ؟

هل يجب عليك أن تقرأ؟ قد لا يتقبل البعض هذا الحديث وخصوصًا أولئك الغيورون على الثقافة، ولكن من خلال التجربة الشخصية مر علي أنواع من الناس أرهقتهم الكتب والتوجهات، ومالت بهم الآراء والمقالات، ورأيت من غدا حاله كالنملة الحريص فهو يجمع النوادر وغير النوادر من المطبوعات، فيملأ بها داره ويضيِّق بها على أسرته في المكان والزمان والمال، فإذا سألته ماذا قرأت ولمن قرأت؟ قال لك: لا أدري، وانخرط في حديث طويل عن تاريخ مكتبته المجيد والوقت والجهد والمال الذي أنفقها سخية بها نفسه على هذه الجبال الورقية إنه "الكُتْبِي". والآخر يقتني الكتب ويشتري منها الأرتال، ويلتهمها في شراهة ظاهرة، كمدمن لا يطيق صبرًا عن تناول الجرعة، فهو يخصص لكل يوم عدد من الأوراق، ولا بد أن يأتي عليها، فإذا تزاحمت عليه الأشغال، واكتظت من حوله الملهيات، أخذ يقضم ما تبقى من هذه الأوراق بعينين ناعستين ولعاب أزرق، لا يدري ماذا قرأ! وإن درى فلا يفهم منه شيئًا، وكان الجدير به أن يخصص ساعات مركزة للقراءة لا عدد من الأوراق كيفما اتفق. ومنهم من يلج حرم القراءة بلا منهج ولا خطة فهو يخبط خبط عشواء ناقة زهير، فهذا كتاب فلسفي، وآخر ف...