المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٢٠

التصلب الفكري

صورة
التصلب الفكري داء من أدواء النفس لا العقل، نعم العقل غير المرن يميل إلى التصلب كثيراً، لكن المعول عليه في تصلب الفكر هو النفس المنغلقة، الخائفة، المتوجسة، الحذرة، فإذا أردنا أن نتخلص من التصلب الفكري، فإن ذلك لا يكون بكثرة القراءة، لأن هناك من يقرأ كثيراً وهو مقيم على التصلب الفكري، بل إن زيادة القراءة تعني زيادة التصلب، لأن النفس المنغلقة تقوم بإغلاق جميع الأفكار وحشرها في قوالب ضيقة، والعقل غير المرن يأسر هذه الأفكار أيضاً، ويطوعها في صالح التصلب الفكري، فالمعلومات تعتبر مادة يقتات عليها التصلب الفكري، فالمتصلب كلما زادت معلوماته زاد تصلبه. يتعذر على بعض النفوس الفصل بين ما يتطلب الصمود والصلابة، وبين ما يتطلب التوسع في التفكير والمرونة في التدبير، فيجعلها كلها في خانة واحدة، ويتعامل مع كل المواقف بطريقة واحدة، وحل واحد، إنه منغلق، وخائف، ومتوجس، وحذر، ويريد أن يتخلص من جميع المواقف بالتصرف السريع البسيط الذي يصدر فيه حكماً شاملاً أبدياً، وينتهي الأمر مثلا: (كلهم هكذا)، أو (لا فائدة من كذا)، يريد أن يتعامل مع جميع الأحداث بتفسير واحد بسيط مريح وينتهي الأمر، مثل: (نظيرة المؤامرة)، أو

هل قراءتك منتجة؟

صورة
الكتب كما هو معلوم وعاء العلوم وثمرات العقول وهي نتاج البحث والتحليل والتقصي بعد الجمع والترتيب للأفكار والمعاني، ونذكِّر بأنه ومهما كنت عاشقاً للكتب وجمعها وترتيبها في الرفوف إلا أنها تظل وسيلة وليست الغاية، تظل قنطرة وليست محطة وصول، فالكتاب نافذة وطريق لتحصيل العلم وتحصين الفكر وحماية النفس من التخبط في عوالم الآراء والأفكار والأطروحات وليست مقصداً بحد ذاتها، أقول هذا تنبيه لبعض الكتبيين الذين غاية همهم ومبلغ علمهم الجمع والتكديس ورص المكتبات المنزلية بالأوراق والتباهي بعدد المقتنيات أو عد ما أنفقوا من الريالات؟ ! هذا مدخل مبتسر ومفتتح مختصر نسهل به الوصول لما نريد البوح به والتنفيس عنه ألا وهو الغاية الأسمى والمرتبة العظمى من الاقتناء والتبضع من المكتبات ومعارض الكتب فما هي هذه الغاية وما عساها أن تكون تلك المرتبة؟ إنها منصة الانطلاق التي تُسخَّر لها كل المنابر الإعلامية وليس ذلك كثيراً في حقها وهي الغاية من القراءة ومرتبة الاجتهاد في النظر ولا أظن حقلاً علمياً ولا ميداناً فكرياً ألا وأربابه يتشوفون لهذه الغاية ويتطلعون لهذا المرتبة، فلماذا نقر؟ وكيف نقرأ؟ ومن وفق في الإجابة عن هذي