المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢٣

بابا نويل المصلوب🎅"كلهم ضحايا فمن الجلاد"

صورة
  بابا نويل المصلوب كلهم ضحايا فمن الجلاد كثير من الناس يصف نفسه بأنه شخصية معطاءة نبيلة، وأنه ضحية، وأنه لا أحد يقدر جهوده، والسؤال المهم: لماذا كل الناس يزعمون هذا الزعم؟ إذن من الجلاد في المسألة! وهذا يدعونا لأن ندقق أكثر، ونتعرف على دوافعنا أكثر إذا كان العطاء غير المتوازن من قِبَلك سببه رغبتك في كسب تعاطف الآخرين، أو استخراج مدحهم، أو اعترافهم بك والسماح لك بأن تكون موجوداً في الحياة! فاعلم أنك ستعاني كثيراً، وتتأذى كثيراً، وتلدغك الكثير والكثير من الأفاعي، وتشكو الناس وتغير الزمن، والحقيقة أنك أنت السبب ومن طلب منك أن تعطي وتعطي ولا تأخذ؟ ومن طلب منك النصائح المجانية الباهتة؟ وكيف ترقص حافي القدمين على رؤوس الأفاعي وأنت لم تتقن بعد هذا الفن؟ وما دخلك في الناس أصلاً؟ أنت طفيلي، توقف عن فعل هذا، العطاء المتوازن تحدثت عنه بإسهاب في كتابي: ((لماذا لا يسقط لاعب السيرك)) "مطبوع"، وكتابي: ((نظرية الطاولة النظيفة))، الذي يهمني هنا هو أن الأفاعي ستلدغك بشدة يا صاحب العطاء غير المتوازن! أعرف مصلحتك جيداً، أعط نفسك أولاً، حتى تستطيع أن تعطي غيرك بوعي، أنت الآن تعطي ولا أحد

الحياة وردة🌸

صورة
  الحياة وردة متفتحة، وهل رأيت إنساناً يسأل الوردة لماذا أنتِ متفتحة، ولماذا رائحتك جميلة، ولماذا لونك وردي، ولماذا أنتِ عبارة عن طبقات، ولك جذع وجذر وبذر! نحن لا نطرح هذه الأسئلة ولا غيرها على الوردة، نحن فقط نستمتع بمنظر الوردة، ونستبشر بتفتح الوردة، ونفرح بمرأى الندى على خد الوردة. إن ذلك يشبه إلى حد كبير تدخلات العقل والسماح له واستخدامه وتوظيفه في التحكم في الحياة، وتفسير الشعور ومحاولة تضبيط كل الأمور! عقولنا مشتعلة، عقولنا سريعة، عقولنا تلهث، لقد أُصيب الناس بداء الرغبة في التشافي من كل شيء هنا والآن، وذلك عن طريق تحليل كل المشاعر، وفهم كل المشاعر، والتعامل مع كل المشاعر، مع أن الشمس تشرق، والغيوم تتجمع، والمطر ينزل، والشجر ينمو، والطبيعة الجبارة تشق طريقها باقتدار خالد. تريد أن لا تخطئ في قول أو فعل، وتخاف أن يمسك أحد بأذى، وتجمع عليك ثيابك وتصم أذنيك، وتخلو بنفسك لتحلل الحياة، وتفحص الأحياء، وتريد من عقلك الجواب على كل الأسئلة الكبرى، وهو مسكين حائر خائر القوى، لقد أنهكته كثيراً، وجرجرته كثيراً، وأغلقت عليه في الزنازين المظلمة لنفسك الولها. العقل أداة لفهم العلم، وتح

معراج الروح

صورة
  وهل تظن أنك خُلِقْت هكذا كي تذبل من الخوف والمحاذير الكثيرة، وهل ستصمم حياتك وفقاً للنماذج البالية، والتي تسجن الروح في قفص من نحاس أصفر! لقد قُدِّر لك كإنسان، كروح، ككائن فريد أن تسمو، وتصعد روحك لأماكن لم يصلها مخلوق، أنت مهيأ للنمو والتوسع والتمدد والانتشار اللانهائي، فلماذا تكبت نفسك تحت سقف التوقعات، وتتسكع على جسر المخاوف، وتربط نفسك بعلل البشر، ما لك ولهم، دعهم يخوضون في الحق والباطل، ويسب بعضهم بعضاً، وفي المقابل مخاوفك أنت دعها تمر وتذهب، لا تقف عندها، ولا تحلل أسبابها، ولا تدرس نتائجها، هي موجودة وحسب، دعها تغادر، لا تتورط معها في حوارات عقلية مسيلة للدموع، ولا تتخذ قرارات مفصليها بسببها، فقط دعها تأتي وتذهب حتى تمل من برودك. هل تحب نفسك؟ أصدقني القول، لو كنت تحب نفسك لما ضيقت عليها، وزاحمتها بالقلق، وأجهضت أحلامها بالنظرات السوداء. هل تحب نفسك؟ لماذا إذن تريد أن تتحكم في الحياة، وتسيطر على مجرى الحوادث، أنت كمن يتعلق في ذيل القطار، ويجره للوراء ظناً منه أن القطار سيتوقف، أو يغير مساره! كم تهدر طاقتك، وتشد أعصابك، وتزهق روحك، وترهن حياتك لهلاوس السكك المظلمة!

التمدد البطيء

صورة
  هل تحتاج إلى الاسترخاء بشكل مُلِّح؟ هل أنت متعب؟ هل خارت قواك جراء الركض المتواصل؟ هل تخثر وجودك بسبب تغطيتك لكثير من الأجزاء الحساسة فيك؟ الحياة المعاصرة تمدك بكل ما أنت بحاجة إليه من مواد للهروب، ووضع العربة أمام الحصان، والدخول في دوائر مغلقة، والاختباء خلف عوالمك الرقمية. لكن الذي يحدث أنك تترنح نهاية المطاف، وتبدأ رحلة البحث الفطرية عن حياتك كإنسان بلحم وعظم، يحتاج الهواء المنعش، والشمس المشرقة، والرمل النقي، تحتاج أن تتكشف، وتتطهر، وتُبَطِّئ وتيرة الحياة المجنونة. البُطء نعمة، البُطء حياة، البُطء وجود، البُطء نتائج، البُطء تحقق، البُطء تجلي، البُطء تمدد. في داخل كل واحد منا ندبة من ندوب الزمن، ولا نزال نحمي هذه الندبة، ونحوطها، ونخفيها، ونهتاج إذا اقترب منها قول أو فعل أو شخص، فنبالغ في التقوقع، ونمعن في الانغماس الداخلي، ونهرب ونهرب. عقولنا تعمل بسرعة، أجسادنا تركض بسرعة، نشرب بسرعة، نأكل بسرعة، نستمع للموسيقى بسرعة، نتنقل بين القنوات والمقاطع بسرعة، لقد كان الناس في السابق يجلسون بالساعات في حفلة غنائية نصفها مواويل نراها مملة، ولا نندمج إلا مع موسيقانا الرقمي

موجات التوسع

صورة
  التوسع كما أفهمه هو الحالة الطبيعية لك، وهو يشير بطريقة أو بأخرى إلى تجربة الحياة بالكامل، وبكافة تنويعاتها، وعدم الرفض والمقاومة والمصارعة والكبت والتشبث والتهيج المستمر. أين أتوسع؟ في ماذا أتوسع؟ من أين أبدأ؟ ماذا أفعل؟ كلها أسئلة فاسدة! هل سألت نفسك يوماً: أين سأولد؟ كم سيكون طولي؟ إلى آخره من الأسئلة التي لا تطرأ على أحد. التوسع قانون من قوانين الحياة، ولا يعيق هذا القانون إلا أنت، وأنت تفعل ذلك ظناً منك أنك تحمي نفسك، وأنك واعٍ، وأنك خائف على قلبك وشعورك. لدى الإنسان مهارة فائقة في حبس التجارب، وكبت الآلام، وامتصاص السموم، واجترار المآسي، يقع عليه مظلمة ما، فيكبتها، وتتجذر في أعماقه، حتى إذا ما استثيرت تلك الحادثة بأي شكل كان، ولو لم يكن له علاقة بالذي يحدث الآن، فقط يسمع كلمة، أو يرى مشهداً، أو يشم رائحة تذكره بتلك الحادثة، إلا واستيقظ الألم من جديد، وتجدد الخوف، وتحفز في الإنسان شعور الكر والفر، ورغب في الانطواء على نفسه، وإغلاق جميع منافذ روحه، والهرب بعيداً هناك، حيث لا يسمع، ولا يرى، ولا يشم. عندما تمر بالإنسان لحظات سعيدة، أو شعور طيب، أو علاقة جميل

ينبوع الجمال

صورة
  صديقي أنا لست مشفقاً عليك، بل عاتب أشد العتب، لماذا أنت هكذا! إلى متى؟ قم، انفض عنك الغبار، أرم خزعبلاتك السامة في بئر العدم، كن شجاعاً، تسامح، أغفر، كن قوياً، لا تحمي نفسك بشكل مبالغ فيه، لا تتقوقع، أرفع رأسك، وسع حدقة عينيك، أفرد صدرك، أشرق، أفرح، ابتهج، تحمس. الحياة تجربة، الحياة حلوة، الحياة تنفتح لمن ينفتح لها، وتنغلق لمن ينغلق عنها، لماذا أنت قنفذ، لماذا كل هذه الأشواك المدببة، تحمي نفسك من ماذا! ومن من! من ماذا أنت خائف! ومن من! أنت تحمي نفسك من نفسك، أنت تخاف من نفسك، أنت...... لقد تعبت لن أدينك أكثر من هذا، لكن دعني أخبرك بسر صغير: هذه التدوينة للشجعان فقط. اعلم أنك عانيت كثيراً، وصبرت كثيراً، وتعلمت كثيراً، وتدربت كثيراً، وتخليت كثيراً، ووعيت كثيراً، وبلغت ما بعد الوعي، وتشعر بالفراغ، والخوف من العودة للوراء. لا تخف، ليس هناك عودة، أنت آمن جداً، والفرح الموجود على الأرض يكفيك وزيادة، بل ويفيض منك لغيرك، سآخذك في جولة صغيرة: اركب معي قارب الفرح، سنذهب إلى جزيرة الأحلام، أخبرني من أنت؟ ماذا تريد؟ إلى أي شيء تتوق؟ كم تحمل في قلبك من الحب؟ وكم تحوي جوانحك من الجما

الاحتفال من الداخل

صورة
  دعني أخبرك بمعلومة صغيرة، ذهنك يعمل بشكل آلي وعلى مدار أربع وعشرين ساعة، ويخلق عدد من السيناريوات، ويعقد العديد من الصفقات، ويصفي الكثير من الحسابات، ويريد إعادة تشكيل الكون وفق رؤيته المحدودة. فقط هذه هي المعلومة، تأملها جيداً، واقترح عليك أن تتوقف قليلاً لتتأمل هذه المعلومة قبل أن تكمل التدوينة. فقط تأمل. الاحتفال من الداخل، يعني عيش الحياة بالكامل، الاحتفال ليس مهرجاناً، ولا كرنفالاً، ولا جماهيراً، ولا لمة أصحاب، الاحتفال المفيد من الداخل، سواء كان في مهرجان، أم كرنفال، أم بجماهير، أم بأصحاب، أم بوحدك، الاحتفال من الداخل يساوي الوجود، إذا لم تحتفل من الداخل فأنت غير موجود، إذا لم تكن موجوداً فأين تكون إذن؟ تكون سابحاً في حديثك الداخلي الطويل الممل، والسؤال المهم من أين يأتي هذا الصوت؟ إنه يأتي من الداخل! يعني مني أنا! لا إنه ليس منك أنت. إنه صوتي! لا، ليس صوتك. صوت من إذن؟! إنه تعبير عن ضغط الغازات السامة في رأسك، أنت مضغوط، أنت تراكم، أنت كيس من الجلد مملؤ بالعظام المرتجفة. عندما تتراكم الضغوط على شخص ما، ولا ينفس عنها بالطريقة الصحيحة، وعندما تتراكم الآلام

الكوالا السعيد

صورة
أحداث الحياة ليست سلسلة في خط زمني مستقيم، الأسباب المنظورة ليست بالترتيب الذهني الذي نقصده، تخيل الحياة دواليب ضخمة تدور ويشتبك بعضها ببعض، ويدعم بعضها بعضاً كي تتحرك، وأحياناً تصطدم هذه الدواليب، وتتحطم بفعل هبوب الريح، أو شدة الأمطار، أو غيرها من العوامل، ولا يدل على ذلك أكثر من اجتهادك في مشروع معين، وتقديمك الدراسات اللازمة، وجمع الفريق الممتاز، ومن ثم ينهار المشروع، أو ينجح، أو يستمر بلا نجاح ولا فشل، تدخل في علاقة حب عظيمة، ثم تنتهي بكلمة واحدة ! من قال بضرورة النجاح؟  النجاح شيء مطلوب، ولكن هل هو ممكن في كل شيء، وفي كل وقت، وتحت أي ظرف، ومع كل أحد؟ من قال إن نموذج النجاح واحد؟  النجاح نجاحات، وكثير من الناس ناجح وهو لا يدري، وكثير من الناس يسعى خلف نجاح وهمي، وأكثر منهم من يلهث خلف سراب يظنه نجاح، وما هو إلا برمجة مجتمعية قديمة أوحت إليه بأن هذا هو النجاح الذي يحتاج إليه! من قال إن النجاح الآن فقط؟  الحياة دوائر ممتدة، وحيوات متعددة، ونسخ متراكمة، وقد يكون مجموع خبرتك في الحياة هو كنزك الحقيقي، والذي ستركن إليه في سكون، ويمدك بالجوابات المفيدة في حياتك. أنت بحاجة لوقت ل

البرابرة قادمون "طبائع النفوس"

صورة
البرابرة قادمون طبائع النفوس الحمقى في كل مكان المزعجون في كل مكان قليلي الذوق في كل مكان البرابرة قادمون، فلا تستهلك طاقتك في التعجب من هذه المخلوقات العجيبة، بل استثمرها لصالحك بحيث تتدرب عليها، وتكتشف مواطن مهاراتك في التعامل مع غريبي الأطوار، لا تتعمد إدخالهم إلى حياتك فالحياة أقصر مما تتصور، ولن تعيش على هذا الكوكب إلا مرة واحدة فاجعلها حياة مطمئنة، ولكن ليس على كل حال أنك ستتحكم في ظروفك، ومواقفك، وأحداث حياتك، فعندما تلقي الأمواج على شاطئك هذه العينات فتفحصها بدقة، وأمعن النظر فيها بعينين باردتين، وبروح رياضية. مع أهلك، ومن تحب أظهر الحب تعامل بالحب توازن فقط، وذلك يكفي ولا تطبق شيئاً مما في هذه التدوينة فهي موجهة لمجتمعات اختيارية، أما من هم منك وأنت منهم، ولو كان فيهم شيء من السُمِّية فتجنبه وعاملهم على أساس الرابطة الحقيقية وهي الحب ولا شيء سواه، وسيأتي اليوم الذي يكون تعاملك الراقي هو علاجهم وشفاء أرواحهم المُعَذَّبَة. مع الشخصيات الطبيعية كن طبيعياً، كن على فطرتك، مارس عفويتك، استمتع بصحبة الحياة مع الأحياء الطبيعين، ولا تطبق شيئاً مما سيأتي في هذه التدوينة أيضاً؛ ل