الروح تحضر وتغيب
عالم الروح عالم غريب وغير مفهوم ولا يمكن أن نتسلط عليه بالمعارف المحضة فله قوانين تخترق حجب المعرفة لتنفذ إلى مواطن أخرى لا تمت لواقعنا المنظور بصلة، الروح تقوى وتضعف تنشط وتكسل، تنبسط وتنقبض، ترفرف عالياً وتهبط في أسفل سافلين، تترفع وتتلوث، والأرواح تتعارف وتتناكر، تتآلف وتتنافر، والشخصية المتكاملة هي التي تتوافق مع الروح لدرجة أن المتعامل مع هذا الإنسان لا يدري هل هو يتعامل مع شخص ماثل أمامه أم يتعامل مع روح شفيفة؛ من وسائل الرقي بالروح وحضورها الفاعل تحمل المسؤولية وقد يتعجب البعض من ذلك وأقول قد قدمنا بأن شأن الروح شأن خاص ولها إشارات خاصة يلتقطها بعضهم في لحظات التجلي فهي فهوم لا تؤخذ من المصادر وإنما تُعرض عليها للتقويم خشية الجنوح غير المنضبط. تَحمُّل المسؤولية لا يعني أن تكف عن الوقوع في الخطأ بل يعني الاعتراف بالخطأ ونسبته إليك لا إلى غيرك من تربية بائسة أو واقع ضاغط أو صحبة سيئة، وكذلك إذا كسبت خيراً فتنسبه لمن منَّ عليك به بالقلب واللسان واليد بحيث حملتك هذه الأعضاء للكسب والسعي لبلوغ ما ينفعك وينفع غيرك، ومن وسائل رقي الروح الإفصاح أمام النفس عمن نحن وماذا نريد من وراء هذه