المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢٣

حديقة الأرواح🕊️

صورة
  لست وحدك، في أعماق روحك هناك حديقة شاسعة تعج بالحياة، أرواح تتبادل معها الزيارات، أرواح قديمة جداً، وأرواح معاصرة لك في مكان ما، في بيئة ما، في بُعد ما، أحياناً تستشعرها بقوة، وأحياناً تطبطب عليك، تحنو عليك، تشتاق إليك، وأنت تحس بهذا الحنو وذاك الشوق. ألم يسبق لك واستحضرت روحاً من تلك الأرواح، وتخايلت الحديث معها، ضحكاتها، عبوسها، مرحها، بل ألم يسبق لك أن أرسلت رسالة عبر الأثير، فالتقطتها تلك الروح، فكرت فيها فاتصلت بك، وسألت عنك، وبحثت عن مكانك! ألست تنام ويخمد جسدك، بينما روحك تسافر لبيوت أجدادك، وحضارات الغابرين! تتحدث عن موضوع من المواضيع، فتسري تلك الروح في جوانحك لتصحح لك، لتعدل لك، لتأمرك، لتنهاك، لتتحداك، لتهتم بما تقول، لتضحك على ما تقول! هناك أرواح تفهمك قبل أن تتكلم، تقرأ تعابير وجهك، تصطاد فلتات لسانك، تحبك، تهتم بك، تقبلك كما أنت، لا تحكم عليك، تريدك لأنك أنت. بما أن ذلك كذلك فعليك بالاهتمام بهذه الحديقة، أرسم حدود حديقة الأرواح الخاصة بك، أبرز معالمها، تعرف عليها أنت قبل ذلك، اسكن إليها، أحبها، اقبلها كما هي، نظفها من كل ما من شأنه أن يعكر جوها، أن يفسد ماءها، أن يخالط

تصميم الحياة

صورة
تصميم الحياة ليس هو التدريب على الحياة، وليس هو التشافي من بعض العلل، وليس هو تحقيق الأهداف بعد كتابتها، بل هو تصميم الحياة فقط، وتصميم الحياة يكفي، لماذا؟ لأنك إذا صممت حياتك بشكل مفيد لن تحتاج إلى التدريب إلا على المهارات التي ستوظفها مباشرة، كمهارات البيع والتسويق وإتقان بعض الهوايات، ولن تحتاج الذهاب لمعالج؛ لأنك عملت بالوقاية قبل ذلك عن طريق تصميم الحياة. أما متى أبدأ في برنامج تصميم الحياة، فيسرني أن أقول لك هنا والآن، وإذا بدأت في تصميم حياتك فاعلم أنك ستعيد نظرتك للحياة، ولأساليب العيش، ولفكرة الوجود، وفلسفة النجاح المرتبطة بالأهداف أو قوائم المهام، والتي أخذت رحلة زمنية طويلة بين الأجيال: الجيل الأول جيل وضع قوائم الأعمال، والثاني جيل تدوين المواعيد، والثالث جيل يضيف إلى ما سبق ترتيب الأولويات، والرابع جيل إدارة الذات، فنلاحظ أن الجيل الأول ينحو إلى الكتابة أولاً، والثاني ينحو إلى النظرة المستقبلية، والثالث ينحو إلى العناية بالقيم لذلك هو يرتب الأولويات والأولوية للقيمة الأعلى، بينما الرابع ينحو إلى العناية بالذات، وهذا بلا شك حصيلة ما تخمر في الذهنية الإنسانية من خبرات حول

الثروة الداخلية

صورة
  هناك في الداخل، يكمن كل شيء، جبال، سماوات، أقمار، شموس، محطات، ذكريات، عوالم تعج بالحياة، ألوان كثيرة مبهجة، صالات واسعة، بهاء، رونق، حياة، في الداخل أنت، أنت أوسع مما تتصور، بحر خضم، لا تدري متى يبدأ ومتى ينتهي، إن الإنسان أعجوبة من عجائب الخلق، عاقل، لا يوجد مخلوق يفكر في التفكير إلا الإنسان، الخيال عنصر هام من عناصر التكوين البشري، به نعيش، وعليه نقتات، وبه نستوعب الآلام الحياة، أنت مجرة لوحدك، بل عالم لوحدك، أنت كافٍ ومدهش، لا مثيل لك، أنت مزود بكل الاستعدادات لتنقل العالم من طور إلى طور آخر، ولكنك مغمض العينين، منطفئ البصيرة، تلهث وراء كل ما هو خارج عنك، مما تظنه مسرات، تهرب إليها من غموض داخلك وتناقضه، تسأل عن رأي الآخرين فيك، لأنك لا تعرف نفسك، وهم لا يعرفون أنفسهم، فكيف تسأل من لا يعرف نفسه أصلاً أن يخبرك من أنت! تنخرط في العديد من العلاقات المكركبة، تقرأ الكثير من الكتب، تستمع للكثير من الصوتيات، تهرب وتهرب، ولا تدري أنك لا تستطيع النفوذ من عالمك، عد إلى الداخل، عد إلى نفسك من جديد، أحب ذاتك، دللها، أحنو عليها، تعرف على نفسك في ساعات الصفاء، استمع لصوتك الداخلي المتفرد، ضع

منارة الروح

صورة
الحياة متاهة، والروح هادي ودليل مُرشد، وفي الحياة منارات عدة، ومسارات عدة، والوصول غير مضمون، وكثير من الناس يضيع في مهامه الحياة، بل والأدهى من ذلك أنه يُسهم في ضياع الكثيرين من حوله، وبحسب تأثيره وقوة نفسه يساهم في الشتات وتمييع العصور، وتسييل الأذهان، إن التداخل العجيب بين الدهور والتمازج الكبير بين التواريخ يساعد الروح في التنقل الرشيق بين العوالم بخفة متناهية، لا أن تتحول الحياة لجزيرة واحدة صُلدة، ولا أن تتمزق الخارطة الزمنية بين جزر معزولة، بل الواحد هو الكل، والكل هو الواحد في تمايز واضح. منارة الروح تعطيك المساحة الكافية للحركة والتفاعل والتعاطف والتشاعر بنضج ووعي، فتعرف ما تريد، وتبني من تحب، وتعيش في راحة، وتخلد في نعيم، وتستقر في وجود، وتستهلك ما تحتاج، وتحتاج ما تقدر عليه، وتقدر على ما تستهلك، وتقتات على البقية، بينما يؤدي تحطم المنارة، أو انطفاء سراجها، أو ضياعها إلى التفاعل السالب، والتشاعر البغيض، ومعرفة ما لا تريد، وهدم من تحب، والعيش في ألم، والخلود في بؤس، والاستقرار في العدم، والانفصال عن الوجود. منارة الروح بيضاء، عالية، منيرة، ثابتة، موجودة، صادقة، لا تخون، أن

حديقة الزمن

صورة
حديقة الزمن حديقة الزمن تمر عليها الفصول الأربعة، الصيف والشتاء والربيع والخريف وكلنا نمتلك حديقة خاصة بنا، وتمر عليها جميع الفصول نتقلب في حديقة الزمن على أحوال عدة في حديقة الزمن دروب وطرقات وممرات ودهاليز وكراسي، وأحجار صالحة للجلوس، وقناديل معلقة، وأشجار وزهور لم نكتشفها بعد في حديقة الزمن ظلام ونور، اسكن في الظلام، وانتشر في النور لا تنفصل عن حديقتك لأنك ستنفصل عن ذاتك كن خبيراً بحديقتك، فلن يعتني بها أحد بالنيابة عنك. بعضنا شارد عن حديقته، مشغول عنها، قد تحطمت أشجارها، وذبلت أغصانها، ويبست أوراقها، وتكسرت كراسيها، وانطفأت قناديلها، وذهبت نضرتها، وزال بهاؤها، إنه لا يدخلها، ولا يتواجد فيها، ولا يعتني بها، ولا يحميها من الحشائش الضارة، والرخويات المزعجة، والفطريات السامة، بل هو غائب عن نفسه، لا يجيد الحضور الآن، ولا ينتقي علاقاته، ولا يرتب كلماته، إنه يثرثر طوال الوقت، بل ويتطفل على حدائق الآخرين، ويجيد وصفها بدقة، ويتسكع في نواحيها، ويصدر عليها الأحكام، بدون فائدة له ولا لهم، بل هو الهذر المتواصل، والهدر للطاقة، والإسراف في اللغة، إنه يستهلك كل شيء بشراهة، ويفسد كل شيء