زجاجة الحياة
زجاجة الحياة رسالة من بُعْدٍ آخر هل تعرف قصة الزجاجة الملقاة على الشاطئ، والتي تحمل رسالة من عالم آخر، أو على أقل تقدير من جانب الشاطئ الآخر، هي رسالة دائماً ما تصل في وقتها المفيد، هي زجاجة منتقاة بعناية، ومربوطة بإحكام، ومرسلة في يقين، والعناية تتابع هدهدتها على الأمواج، وهذه الأمواج ترفق بها، وتوصلها أحياناً في لطف وسهولة، وأحياناً أخرى في هياج واضطراب، إن قصة حياة كل واحد منا مكتوبة في هذه الزجاجة، وهي تجري في المحيط الأعظم، وتنعطف يمنة ويسرة بأحوال وأحداث تختلف من شخص لآخر، من بيئة لأخرى، من قصة لثانية، وفي الغالب أن الإنسان يكون مشغولاً عن قصة حياته بقدر انغماسه في الماضي، أو قفزه للمستقبل، أو تطفله على قصص الآخرين، وما أكثر المتطفلين! إن الغافل عن قصته، العالق في حوادث الدهر، ينسى نفسه، ويبتعد كثيراً عن الشاطئ، ويضيع في الغابة، وتنال منه السباع والأحراش وذوات السموم، هيا اقترب، أمشي حافي القدمين، تقدم نحو الشاطئ، فثمة زجاجة الحياة، لا تحطمها لترى ما في داخلها، فقط أقرأ الرسالة، واحتفظ بالقصة لنفسك. أغلق عينيك، خذ نفساً عميقاً، لا تعد للوراء، ولا تتقدم إلى الأمام، هناك في العمق ح