المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٢٣

زجاجة الحياة

صورة
زجاجة الحياة رسالة من بُعْدٍ آخر هل تعرف قصة الزجاجة الملقاة على الشاطئ، والتي تحمل رسالة من عالم آخر، أو على أقل تقدير من جانب الشاطئ الآخر، هي رسالة دائماً ما تصل في وقتها المفيد، هي زجاجة منتقاة بعناية، ومربوطة بإحكام، ومرسلة في يقين، والعناية تتابع هدهدتها على الأمواج، وهذه الأمواج ترفق بها، وتوصلها أحياناً في لطف وسهولة، وأحياناً أخرى في هياج واضطراب، إن قصة حياة كل واحد منا مكتوبة في هذه الزجاجة، وهي تجري في المحيط الأعظم، وتنعطف يمنة ويسرة بأحوال وأحداث تختلف من شخص لآخر، من بيئة لأخرى، من قصة لثانية، وفي الغالب أن الإنسان يكون مشغولاً عن قصة حياته بقدر انغماسه في الماضي، أو قفزه للمستقبل، أو تطفله على قصص الآخرين، وما أكثر المتطفلين! إن الغافل عن قصته، العالق في حوادث الدهر، ينسى نفسه، ويبتعد كثيراً عن الشاطئ، ويضيع في الغابة، وتنال منه السباع والأحراش وذوات السموم، هيا اقترب، أمشي حافي القدمين، تقدم نحو الشاطئ، فثمة زجاجة الحياة، لا تحطمها لترى ما في داخلها، فقط أقرأ الرسالة، واحتفظ بالقصة لنفسك. أغلق عينيك، خذ نفساً عميقاً، لا تعد للوراء، ولا تتقدم إلى الأمام، هناك في العمق ح

الوكيل

صورة
الاعتماد والنيابة، والحسب والكفاية، قد تطلبها من بعض البشر، ويقفون إلى جوارك لبعض الوقت، في بعض الأمر، ولا يعرفون ما في قلبك، ولا ما تشعر به، ولا يستطيعون رفع ذلك عنك، مع ما يلحقك منهم من المن والأذى، أو ثقل الوفاء، ويعطيك ربك فيرضيك وترضى، ويمسح بيده على قلبك المكلوم فتشفى، ويرفعك في كل مرة من الحضيض. لا توكل حقيقي، ولا توكل مطلق، ولا توكل عام، ولا توكل يكفي إلا التوكل على الوكيل. الوكلاء لا يفون بكل ما يوكل إليهم، ولا يفون وفاءً تاماً بغير نقص من وجه من الوجوه. الوكلاء يموتون، بينما الوكيل لا يموت، فتوكلك عليه دائم لا ينقطع، وبرودة اليقين معه دائمة، وهو نعم الوكيل. الوكلاء يحتاجون إلى التفويض، ويستطيعون في حال، ويعجزون في أخرى، ويحسنون في حال، ويسيئون في أخرى، أما الوكيل فقد فُطرت القلوب على الاتجاه إليه، والطلب منه، وعَقْدُ الفؤاد على كفايته، وهو القادر في كل حال، والمحسن على كل حال. الوكيل هو الذي يأذن بما يكون، وهو الذي يقول للعدم كن فيكون، وهو الذي يدبر الأمر، فالتوكل عليه عين البصيرة، وتعليق القلب بمن لا يملك الإذن ولا التكوين ولا التدبير عين العمى. الوكيل لا يغالبه أحد، ولا يدف

اشحن طاقتك

صورة
  لن تعمل أي عمل، ولن تحصد أي منجز، ولو كان الاسترخاء إلا بطاقة، الطاقة عنصر حيوي في التفاعل البشري، وهناك تداخل كبير وعميق بين مكونات الإنسان، من مشاعر وأفكار وأعصاب ومزاج وهوى ورغبات وشغف وتطلعات، يجمع ذلك كله، ويمده بمعين الحراك الذي لا ينضب الطاقة، الطاقة مصدر كل شيء، ويعود إليها كل شيء، والطبيعة تأبى الفراغ، وعصرنا الحالي تشتد فيه الحاجة للطاقة، لأنها تنضب بسرعة، ودخول العناصر الكيماوية، والمنتجات الرقمية زادت الضغط على الكائن البشري، وكذلك فعاليات الحياة المعاصرة بكافة مجالاتها، تحتاج إلى طاقة كبيرة، وتركيز كبير، وحضور فاعل، وطبيعة العصر السرعة، وسرعة التشتت، وتشتت كل شيء، مما يؤكد على أهمية الطاقة الموفورة، فكيف تشحن طاقتك؟ لا أدري! ولكن الذي أدريه، أنك الوحيد المسؤول عن ذلك، وأنه لن يأتي أحد، ويتبرع لك بطاقته، أو أن يزودك بالطاقة، بل الغالب، أن الجميع يريد أن يمتص طاقتك، وأنت موزَّعٌ على مشارب عدة، وطرائق متناقضة، وحياة ملؤها الاستنفاد، والسقوط والنهوض المتكرر، وعليه فخذ بزمام المبادرة، واستلم مسؤولية حياتك، وقد أفكارك لبر الأمان، واحتضن مشاعرك بدفء، واقترب من مولدات الطاقة

Macron and love

صورة
  Macaron الحلوى الفرنسية المشهورة، ملونة بكل ألوان الحب والحياة، وهي عبارة عن طبقات، طبقة ثم كريمة ثم طبقة أخرى، الحب طبقتان ومادة بينهما لا تبتعد في طراوتها ولذتها عن الكريمة كثيراً، والطبقتان يحنان لبعض ويلتصقان ببعض، رائحتهما زاكية، والفاصل بينهما هالة من الجمال واللذاذة، والحياة طبقات وأحوال متباينة، ومن أتقن أسلوب الحياة نَعِمَ بحياة طرية لذيذة مهما تقلبت به المواقف، الماكرون لها أنواع وكذلك الحب والحياة. قطع مستديرة من البسكويت المُحَضَّر من دقيق اللوز وهو ناعم جداً، من 3 إلى 5 سم، الحشوة بداخله تطل بكل لطف، ولا تبقى مختبئة مما يفتح الشهية لتناول قطعة منه، وكذلك في الحب غاياته الأولى ظاهرة طافحة وفاضحة لعين المحب، تنقل الماكرون بين البلدان، بل يقال إن انطلاقته الأولى كانت من إيطاليا، وفي كل بلد يدخلها يأخذ لوناً ونكهة خاصة، وطريقة تحضير خاصة، وكذلك الحب له تنويعات بحسب المدن والبلدات، والحياة ليست حياة واحدة، بل متعددة المظاهر في كل بلد، ولكن يبقى دقيق اللوز والسكر وبياض البيض هو الميسم المشترك، وكذلك الحب والحياة، لها متطلبات إن لم تكن أصلية وموجودة كالثقة والأمان والاهتمام و