المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢٣

صحة الروح

صورة
صحة الروح الروح لا تمرض، ولكنها تتوارى تغيب، تنظر من بعيد، نفقد الصلة بها ولكن عندما تحضر الروح عندما نتصل بالروح فإننا نعيش صحة الروح، ونجرب بهجة الحضور، ونغمة الحياة، ورنة الزمن، وكثافة الوعي، وجلاء البصيرة، واستلهام التاريخ بكل صوره وألوانه وأصواته وروائحه . لتحقيق الاحتياجات المادية أثر في هذه العملية، لكنها ليست كل شيء للتشافي من جراح الماضي أثر في هذه العملية، لكنه ليس كل شيء، فالاتصال بالروح يحدث على مستويات عميقة من الاحتياج والألم، ويحدث في مستويات عليا من الاكتفاء والشفاء. ما يهدد حضور الروح بالفعل هو التشتت بكافة صوره، غياب الإطار الأكبر، ضياع البوصلة، الغرق في الذات، إغلاق منافذ التفكير، حبس مجالات الشعور، كبح جماح الخيال، الواقعية الفاقعة. التدفق، الاندماج، اليقظة، الحب، السلام، الهدوء، التوازن، بوابات الاتصال الكبرى، دليل هادي لصحة الروح. بناء الاختيارات، مراقبة النضج، مرونة الانفعالات، صمت العقل، طريق واضح لصحة الروح. الإصغاء الجيد لهسيس الروح، لنداء الروح، لأصوات الروح الدافئة، اللطيفة، الناعمة، تردد عالٍ لصحة الروح. الصدق، صدق اللهجة، صدق الفكرة، صد

فريق العمل الرائع

صورة
العمل ضمن فريق له طعم مختلف، فكما أن الإبداع وليد التفرد والعزلة الفاعلة، واللجوء للنبع الداخلي، كذلك العمل ضمن مجاميع من الناس المتباينين في أفكارهم وأذواقهم وآرائهم له وقعه ونتيجته المختلفة، فهو يكفل لك النظر من زوايا جديدة، والتفكير من خلال أكثر من عقل، والنظر بأكثر من عين، والشغل بأكثر من يد، فهناك مهام لا يستطيعها الفرد مهما كان، سواء في الأعمال الفكرية، أم الاستثمارية، أم الرياضية، أم غيرها.   العمل ضمن فريق يربي النفس، ويعلمها أشياء جديدة من الإيثار، والعطاء، والأخذ، ويعلمها التفهم، والوقوف على احتياجات الآخرين، والاستماع، والصبر، والأناة، والمرونة، ومشاركة النجاح، والتماسك أمام الرياح.   تحتاج قبل الانخراط ضمن فريق أو تأسيس فريق عمل إلى:   -أن تقف على الأسباب النفسية والواقعية لمثل هذا القرار، فذلك يختصر عليك الوقت والجهد، ويمكِّنك من اختيار الأعضاء المناسبين، لا بأس من اختلاف التجارب ووجهات النظر، ولكن لا بد من وجود إطار عام يجمع أعضاء الفريق، والتأكد قبل ذلك من سلامة جميع الأعضاء نفسياً.   -التجانس لا يعني عدم الاختلاف المثري.   -المهام توزع حسب القدرات لا حسب المقا

بوابات الإدراك

صورة
  عندما تعلم أن شعورك تجاه المواقف، كلمات الأولى تجاه المواقف، هي التي تصوغ الحالة التي ستكون عليها، فإذا وصفت هذه الحادثة بأنها كارثة فأنت بذلك تهيئ نفسك للدخول في سلسلة من الدراما المؤذية، وإذا وصفت هذه الحادثة بأنها منعت ما هو أكبر منها، وأنها عارضة، وأنها فرصة للتعلم فستكون كذلك. عندما تعلم أن شخصيتك على محك الاختبار، وأنك تتعرض لعملية تكوين جديدة، ومع ذلك تنفتح لاستقبال الحياة، فاعلم أنك تنمو بشكل طبيعي، وتنغرس في جذر الحياة المقدس. نحن كثيراً ما نتجنب الألم، ونسعى لإسعاد أنفسنا بطرق مختلفة قد تكون خاطئة، ونحمي اعتدادنا بذاتنا بكل رعونات رجل الكهف، وبذلك نضع بيننا وبين بوابات الإدراك حواجز. الإدراك هو تصور الشيء من غير الحكم عليه، فقط التصور هو الذي يمنحك أفضلية الدخول من عالم لآخر، والتنقل الرشيق بين الأكوان. بوابات الإدراك مفتوحة دائماً، وهي لا تُغلق أبداً، هي فقط موجودة، ومتاحة للجميع بنسب موحدة، ولكن الاستعدادات والموانع تختلف من قصة لأخرى، من مسار لمسار، من روح لروح، وهنا يكمن الاختلاف. الصراعات الطويلة تحرمنا من الوصول، السعي لتسوية الصراعات الطويلة يحرمنا أكثر وأكثر، الطفو

قارب الحياة

صورة
  "هل حياتك هي حياتك، أم أنها تمثيل لحياة أخرى؟ هل أنت تعيش الحياة، أم أنك منخرط في سلسلة الحياة الرتيبة ! فرق بين العيش اليقظ والانخراط الأعمى" قاربك لك، مجدافك لك، نهرك لك، لا تُعر قاربك، لا تسمح لأحدهم بالتجديف عنك، لا تدعهم يتطفلون على نهرك. الظلام موجود، والنور موجود فقط اسمح له بالدخول، حياتك قرارك، تخيل حياتك سلسلة من المواقف، حدد الحلقة التي من بعدها بدأت تشعر بأن هناك شيئاً على غير ما يرام، عُد إلى هذه الحلقة واكسرها وأبدأ من جديد، جدف من جديد، اضبط البوصلة من جديد. طاقتك الشخصية هي مهمتك، وتقع تحت مسؤوليتك، لن يسأل عنها أحد، ولن يهتم بها أحد، ولن يعززها أحد، هي شيء منك وفيك، تحسها، تشعر بها، تعرف كوامنها، تدل طريقها، متأكد من الذي ينعشها، وأين ومتى وكيف، ومتأكد من الذي يطفأها، وأين ومتى وكيف، الهواء النقي، الغذاء الطبيعي، النوم الكافي، الرياضة الصحية، العناية الجسمية، الراحة المعتدلة، الروائح المنعشة، الأماكن البهيجة، الوجوه المبتسمة، الأرواح الواسعة، العقول النيرة، كن هنا والآن، افتح عينيك. اعتزل ثم اعتزل ثم اعتزل، خطط ثم خطط ثم خطط، اكتب ثم اكتب ثم اكت

العقل المستبد

صورة
العقل المستبد العقل المستبد يفترض حياة أخرى، شكلًا آخر، واقع مغاير، ولكن بلا تأنٍ ولا واقعية ولا بطريقة طبيعية تتوافق مع سريان الحياة. إنه عقل قاس جداً، يريد ترتيب كل شيء، وتصحيح كل شيء. الحياة في نظره صح/خطأ، مع/ضد، نكون/لا نكون. يا ساتر! العقل المستبد كارثة، مأساة بشرية متحركة، لوثة تلطخ تموج الحياة. انظر للحياة ملونة، لينة، دافقة، نضرة وانظر للفناء هشيم، يُبس، تقصف الغصن اليابس ينكسر الغصن اللين ينثني ويعود إلى مكانه. العقل المستبد يتحصن، ويبنى الحيطان، ويختبئ، من ماذا تختبئ؟ تختبئ من الحياة! سيتحقق كل الذي تريده بيسر وسهولة، إذا كنت منفتحًا، مستقبلًا، سمحًا، أنيقًا في عطائك، أنيقًا في أخذك، جميلًا في كلماتك، مرنًا في محاولاتك، لا عندما تكون منغلقًا، منفردًا، متجهمًا، متوعدًا، تلوح يداك للسماء، وتركل برجلك الأرض، هون عليك، الحياة أقوى منك، خذ برأيي المتواضع: تصالح مع الحياة، تصالح مع حبيبتك الحياة. الصراعات مميتة، تميت النفس، وتقتل الإبداع، وتئد الشراكات. لا تصارع، الصراع تهيج، تصلب، تقوقع، تدرع، تشرنق. تضرب/تهرب، تكر/تفر تسقط في النهاية مضرجاً بهزيمتك،

فردوس الصمت

صورة
كنت هنا إلى جوار بحيرتي الساكنة في صمت مطبق، لا تسأليني عن السبب، فأنا لا أعرفه، أنا لا أعرف شيئاً أصلاً، بل أعرف، أعرف أنني لا أعرف، أعرف أنني صامت، أعرف بأني أحب الصمت. لا تخجلي، لا تحزني، فصمتي لا يعني أنك غير موجودة، ولا يعني أنك لا تعنين لي شيئاً، بل يعني أنني منسجم مع ذاتي لدرجة الاكتفاء بالحضور فقط، أن هنا، بكامل مشاعري وخيالاتي، أنا لا أذهب بعيداً، أنا صامت. للصمت لغته الخاصة، وحضوره الخاص، وإحساسه الخاص، الصمت هبة إلهية أخاذة، تملك علي كياني، وتمتزج بمخي وعظامي، صمت محكم كإحكام العظام، صمت كثيف جداً، صمت رهيب جداً، صمت مُلحٌّ جداً، صمت مشتق من الصمت، بل هو الصمت اُشتق من صمتي، ولكن هل هذا كل ما هنالك، إن خلف هذا الصمت العجيب ضجيج عالٍ، وصخب ممتد بطول الحياة وعرضها، الحياة تمر من أمامي، وتستعرض كل فصولها الجامحة والجانحة، هل تظنين يا سيدتي أنني ميت، "ميت أفندي!"، لا، لست بميت، أنا حي، وحياتي كاملة، لكني صامت من شدة اكتمال الحياة وتموجاتها الأخاذة، الصمت عالم فسيح، عالم مليء بالألوان والصور، الصمت فردوس العارفين. الصمت ضرورة وجودية، "أنا صامت، إذن أنا موجود&