المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢٣

الأمهار المجنونة 🐎 بين العقل والعاطفة

صورة
  تشبه عواطفنا الأمهار المجنونة إلى حد كبير، ففيها شموخ، وفيها جموح، وفيها اندفاعات مميتة، إننا نمضغ لجام العقل بامتعاض، حيث يمثل العقل الفارس الحكيم الذي يريد التحكم بهذه المهرة الجموح، ولكن إذا بالغ الفارس في التحكم، فإن قوة المهرة تذوي، ورغبتها تخف، وروحها تجف، وإذا تراخى الفارس في التعامل مع هذا الجنون، فإن الحياة ستكون عبارة عن متاعب متلاحقة، وحفر عميقة، وسقطات مروعة، وأوهام مُضيعة. الفرس قوة، الفارس توجيه، الفرس تجربة، الفارس شكوك، الخلط بينهما عجيب، والتوازن بينهما رهيب، فمتى أشد اللجام ومتى أرخيه؟ بعضهم حياته فرس جريح، وبعضهم حياته فارس يابس، فكن بهلوناً عال المرونة متنقلاً بين إعطاء الفرص للفرس والفارس، كي تكتشف عجائب الكون، دون أن تتكسر عظامك. التوازن بين العقل والعاطفة هو أمر ضروري لتحقيق السعادة والنجاح في الحياة، الفارس يمتلك القدرة على التفكير الواعي واتخاذ القرارات الصائبة، بينما الفرس تركض بالعواطف والاندفاعات القوية والأحاسيس العميقة. لكلٍ منهما مهمة محددة، يعتمد العقل على المنطق والتفكير الواعي في اتخاذ القرارات وتقييم الوضع بشكل صحيح، وبفضل قوته وحكمته، يتمكن ا

سفينة الحياة "أهداف وتطلعات"🎯

صورة
  نحن نحب أهدافنا، ونحب البدايات، ونرغب في النمو والسعادة، وبداية السنة الجديدة فرصة لامعة لإعادة التفكير في أهدافنا. السنوات عبارة عن سفن في محيط الحياة، أو قطارات في سكة الحياة، وكل سفينة تسلمنا للميناء التالي، وكل محطة نستقل منها قطار جديداً، قد تزمجر الريح، وقد تضطرب الأمواج، وقد تهدئ الرياح، ويسكن سطح الماء، وتشق سفينة الحياة المحيط بيسر وسهولة، إن معرفة المسار، والطريق الموصلة، وطريقة الوصول، وتوقع العقبات، والاستعداد لكل ذلك، مع استحضار العفوية وعيش اللحظة، والاستمتاع بالرحلة مطالب إنسانية راقية. أهداف السنة الجديدة حق مشروع، ونَفَسٌ عالٍ، ورفاهية روحية، ومراجعات ضرورية للرفع اللبس والغموض، وإضفاء المزيد من الوضوح في مسارك العام. إن تحسين الحالة الشخصية والاجتماعية والمهنية والروحية، مرهون بمثل هذه الوقفات الدورية، من بين النجاح المهني، وتعزيز الصحة، وتعلم مهارات جديدة، وتنمية الذات والسعة الروحية، وإقامة علاقات أفضل، وتحقيق التوازن بين مجالات الحياة الحيوية. ومن فوائد ذلك ما يلي: التركيز المُوَّجه: تحديد الأهداف يساعد على التركيز على الأولويات الحقيقية في الحياة. بل

الفطر الحكيم🍄

صورة
الفطر الحكيم إكسير الحياة هكذا يسميه الصينيون عندما يموت أي كائن حي في الغابة، فإنه يتحلل وينبت في مكانه الفطر، فكأنه يعيد الحياة بشكل تحويلي. الفطر يسبب السعادة، ويمتلك قيمة غذائية كائن غريب له طاقية ملساء، كائن غامض، لا تدري هل هو يراك أو يسمعك! وأيضاً ماذا يحيك لك؟ فكما أنه يؤكد الحياة بعد الموت، فهو سام وقاتل في بعض الأحيان. له جذع دقيق ولين، ويشمل أكثر من مئة ألف نوع، بل وأكثر بكثير. الفطر يساعد الجسم على التكيف مع الإجهاد يكفل المزيد من التوازن لذلك أحبه يتدخل في العمليات الداخلية الكيميائية لاستقرار الحياة. للفطر علاقة روحية بالإنسان، فهو مرشد حكيم، ويمتلك قدرات تحويلية على جميع المستويات لذلك قبل أن أصف هذه العلاقة سأحدثك قليلًا عن علاقة الفطر بالأرض والجو والبحر والبيئة كتمهيد بسيط للعمق الروحي: الفطر وُجد قبل الإنسان، تاريخه مليار سنة، أنواعه تفوق المئة ألف، وتزيد كما ذكرت لك. ينمو بطريقة غريبة، فهو لا يعتمد على امتصاص أشعة الشمس مثل النباتات، ولا يعتمد على أكل الكائنات مثل الحيوانات، بل يمتلك إنزيمات عالية تهصر وتتغذى على الخلايا الحية في المحيط. والع

جمال الروح🕊️

صورة
  الروح جميلة في أصلها، ولكن عندما يألف الإنسان المناظر القبيحة، والصور القبيحة، والأشكال القبيحة، والكلمات القبيحة، والمعاني القبيحة، فإن ظلال هذه المناظر والصور والأشكال والكلمات والمعاني تنطبع على نفسه، وتؤثر في خياله، وتغزو جهازه المفاهيمي فيتشوه كلياً، فلا يصدر منه إلا القبح والدمامة. الجمال معنى سامي، الجمال مقصود أعظم، الجمال غاية الغايات، الجمال مطلوب الأرواح المتألقة، الجمال ليس هو الجمال المتبادر للذهن فقط، بل هو جمال الحرف والمعنى، جمال الروح والمبنى، جمال الرسم والاسم، جمال القلب والقالب، جمال الإتقان، جمال الأمانة، جمال الوفاء، جمال الإنسانية، جمال الذوق، جمال الترتيب، جمال الاتساق، جمال الهدوء، جمال الحياة. الجمال لا ينفك عن الخير، الخير كله في الجمال، والشر كله في القبح والدمامة، إذا أردت أن تفكر ففكر في الجمال، إذا أردت أن تعبر فعبر بجمال، إذا أردت أن تمر فمر بجمال، إذا أردت أن تحب، فأحب الجمال، إذا أردت أن تغادر فغادر بجمال، إذا أردت أن تجلس فاجلس بجمال، إذا أردت أن تقف فقف بجمال، إذا أردت أن ترقص فارقص بجمال، ولا تتلوى كالأفعى العمياء. لا تقع عينك إلا على الجمال

الأستاذ المصلوب

صورة
هل سبق لك أن طلبوا استشارتك، ثم لم يعملوا بها؟ هل سبق لك أن طلبوا استشارتك، ثم استهزئوا بك؟ هل سبق لك أن طلبوا استشارتك، ثم غضبوا عليك! أنت الأستاذ المصلوب على مذبح البيئة التي تفتخر بالجهل، البيئة التي تريد الشكوى والعويل، البيئة التي لا تقبل بتاتاً أن يسمو أحد، أو أن يتجاوز زجاجتها المصمتة. إنك تعرف ما أقول، وتعي ما سأقول، صدقني وأقولها بكل شفافية ووضوح، ليس هناك خطأ، وليس هناك ذنب، وليس هناك تهمة لا لك ولا لهم! كل ما في الأمر أن البيئات أنواع: -بيئة صحية. -بيئة مريضة. -بيئة مُحَيِّرة. ولنلقي الضوء على هذه الأخيرة، لأنها الأغلب، فالتردد بين الصحة والاعتلال هو السائد، وعلى هذا فلقد مارست هدراً كبيراً لطاقتك، ومارست إسرافاً مريعاً في اللغة، أصمت تماماً، توفر على نفسك، استجمع قواك للنمو الشخصي. ولا تظن أنك ستفلت من قبضة البيئة المُحَيِّرة، سينتحبون، ويبكون بين يديك ويتوسلون، إن لديهم قرون استشعار، ويحسون بـ(الأبطال/الضحايا) أمثالك إذا فكروا في الرحيل المعنوي، والانفصال النفسي الحميد، لا عليك هدئ من روعهم بلطف وطمأنهم بدفء، فالعقول نصف الواعية بحاجة للطبطبة. لا تُرش

الأفكار الميتة

صورة
  هل توصف الأفكار بالموت! وهل هناك أفكار ميتة؟ لا أظن أن الإجابة على هذين السؤالين مهم بقدر أهمية أثر هذا الهاجس على الإنسان، بمعنى أليس من المؤلم للشعور أن يُحس الإنسان أنه يحمل أفكاراً ميتة غير مفيدة، والأدهى من ذلك إذا طال الشك إطاره الفكري بالكامل، بمعنى أن السياق العقلي الذي تجري من خلاله جميع عمليات التفكير معطوب! ولكن ليكن، قد يهتز كيان الإنسان، ولكنه لا ينهار، بل يتماسك بسرعة، فقدرة الإنسان على التكيف عالية جداً، وهو مزود بقدرات عقلية هائلة، يموت هو وهو لم يستخدم إلا الجزء الضئيل منها، وعلى هذا فمثل هذه الاهتزازات الفكرية العميقة قد يولد من جرائها خَلْقٌ آخر، بإطار فكري مرن وواسع، يُوَلِّد من خلاله حفنة من الأفكار القليلة العظيمة، والتي تغير مجرى حياته بالكامل، وفي بعض الأحيان تغير مجرى العالم بالكامل، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً. وليس من لازم أن الأفكار تموت أنها كلها تولد ميتة، بل قد تنتعش فكرة ما لفترة من الزمن، وتحصد المجتمعات من خلالها الكثير من الفوائد، ولكن لا تلبث أن تخبو، ثم تندثر وتموت، وكل ذلك مرهون بمعايير نفسية واجتماعية على عدد من المستويات، ولذلك فمن الخطأ ال

الفراغات النفسية

صورة
  اتساع الفجوة بين أحلامك وواقعك، بين قدراتك ومطالباتك، بين مزاجك وحالة مجتمعك الصغير، تقودك للتعثر في الفراغات النفسية المتتابعة، حيث تعود للمربع الأول في كل مرة، حيث تشكو الانقطاعات وانطفاء الشغف. وللحيلولة دون ذلك، عليك بتوجيه طاقتك كلها لنقطة قوة مضاعفة لديك، تنمو باستمرار في اتجاه واحد. إن التوحيد، والتركيز، والحضور، والإتقان، والشحذ، والصقل، والتمرس، والتدفق، والاستمتاع المفيد، عوامل أخاذة، تنقلك بين مستويات من الوعي كثيفة، لأنك في حال من الجاهزية المطردة، قد سلمت من الفراغ بشقيه النفسي والوجودي. ستعرف نفسك أكثر، سيهون عليك التقلب المزاجي والعاطفي والنفسي؛ لأنه في إطار واحد، وسلك واحد، ونظام واحد، تعرف بدايته، وترى نهايته، وتعلم أن كل شيء سيكون بخير. تعرف من أنت، تعرف ماذا تريد، تقيس المسافة بينك وبين ما تريد، متجذر في واقعك برشاد، مُسَلِّم للمؤثرات بحياد، تجيد امتصاص الصدمات وتحويلها لأمصال واقية من عوادي الدهر، ووثبات الظروف. نيتك في العلاقات، نيتك في العطاء واضحة، سليمة، طبيعية، بشرية، لا تظهر ما لا تبطن، قد علمت يقيناً، لا بل قد جرى في عروق قلبك أن النية بناية حياتك

مرآة الزمن🪞

صورة
  تخيل معي مرآة عظيمة الحجم قد سدت الأفق، ينعكس عليها الضوء، واللون، والشكل، والحركة، وكل الأحداث، وما موقفك إلا الفرجة، ستنعم بمشاهد، وتحزن لأخرى، وتتألم لثالثة، وتبتهج لرابعة، وتنطبع في ذهنك صور الأشياء، وتصطبغ روحك بالألوان، وتتفاعل نفسك مع الحركات، وتنتقل بين الأحداث، هذه المرآة هي حياتك، لكنها ليست أنت، هل فهمت الآن؟ ومع علمي أن هذا المشهد سيمر على الكثيرين، ولكنهم سينغمسون فيه في كل مرة، ويعيشونه كل مرة، ويصدقونه كل مرة، بل ويبنون كل مواقفهم المستقبلة عليه، ويمارسون كل أنواع الانغلاق والحماية والتدرع، بحجة ما قد مر عليهم وجربوه! إنها مرآة الزمن، كل شيء يجري من خلالك، ولكنه ليس أنت، كل الكلمات تمر عبر حبالك الصوتية، لكنها ليست أنت، كل التنويعات تصدر من نوتتك، لكنها ليست أنت. مرآة الزمن عاكسة، مرآة الزمن مصقولة، مرآة الزمن زلقة، تعكس المشاهد، تتيح الرؤية، تنزلق عليها كل المواقف، ولكنها تبقى مرآة ، الحقيقة الوحيدة الموجودة هي أنت، الاحتمالات كلها متاحة، الخيارات كلها موجودة، أنت أكبر من مرآة الزمن، وجودك سابق لها، لاحق بها، أعم منها، أوسع بكثير. لماذا تتسمر أمام مرآة الزمن،