المشاركات

خريطة الوهم، تسمية الأشياء بغير أسمائها

صورة
  خريطة الوهم تسمية الأشياء بغير أسمائها تخيل أنك في مدينة بلا خرائط، حيث كل شيء يحمل اسمًا خاطئًا! الشارع الذي يؤدي إلى المتجر اسمه "طريق البحر" الجسر الذي ينقلك إلى الجانب الآخر اسمه "الممر المسدود" وكل المقاهي والمحطات والميادين تزينها لافتات بأسماء لا تعني حقيقتها؟ ستدور في المكان، تظن أنك تعرف الاتجاه، لكنك في الحقيقة تضل أكثر هذا ليس خيالًا إنه ما نفعله بأنفسنا حين نسمِّي الأشياء بغير أسمائها الخوف نسمِّيه حذرًا التعلُّق نسمِّيه حبًا الهروب نسمِّيه عقلانية العجز نسمِّيه قناعة نحن نعيد ترتيب اللافتات داخلنا حتى تبدو حياتنا أكثر قبولًا حتى لا نصطدم بالحقائق كما هي لكن ما يحدث هو العكس: نُضلِّل أنفسنا نحمل خريطة مغلوطة نتساءل لماذا لا نجد الطريق! أنت لا تستطيع الوصول إلى وجهتك إذا كنت لا تعترف بها كما هي لا يمكنك العثور على الراحة إذا كنت تسمي قلقك انشغالًا لا يمكنك التجاوز إذا كنت تسمي إحباطك تعبًا لا يمكنك مواجهة الغضب إذا كنت تسميه حقًا مشروعًا لا يمكنك فهم نفسك إذا كنت تعطي لرغباتك أسماء تجمِّل حقيقتها الطريق الوحيد ل...

شجرة الوجود والعوالم الموازية أفضل نسخة منك؟

صورة
 شجرة الوجود والعوالم الموازية أفضل نسخة منك؟ تخيل أن حياتك ليست مجرد خط مستقيم، بل شجرة عظيمة تمتد أغصانها في كل اتجاه وكل غصن منها يمثل احتمالًا مختلفًا لوجودك هذه هي شجرة الوجود ، التي تتفرع عند كل قرار وتفتح لك أبوابًا إلى عوالم موازية، حيث توجد نسخ أخرى منك تعيش نتائج اختيارات لم تتخذها هنا . في الفيزياء والفلسفة، تشير العوالم الموازية إلى الأكوان المتعددة التي تتشكل عند كل احتمال جديد وفقًا لـ تفسير العوالم المتعددة في ميكانيكا الكم، فإن كل خيار تتخذه لا يلغي الخيارات الأخرى، بل يدفعها إلى مسارات أخرى، حيث تعيش نسخ أخرى منك هذه الاحتمالات المختلفة . إذا أسقطنا هذا المفهوم على حياة الإنسان، فسنجد أن كل نسخة منك في الأكوان الموازية هي غصن من شجرة وجودك ، بعضها يثمر نجاحًا ووعيًا، وبعضها قد يذبل في الظلال! والسؤال الأهم هنا : كيف تصل إلى الغصن الذي يحمل أفضل نسخة منك؟ الوعي بالجذور: فهم ذاتك العميقة كما تحتاج الشجرة إلى جذور قوية لتثبيت فروعها، تحتاج أنت إلى وعي حقيقي بذاتك قبل أن تبحث عن أفضل نسخة منك : من أنت؟ ما هي إمكانياتك الحقيقية؟ ما العوائق التي...

متاهة العقول المتورمة "تضخم الجسد الفكري ودمية ماتريوشكا"

صورة
متاهة العقول المتورمة تضخم الجسد الفكري في أواخر القرن التاسع عشر، وتحديدًا عام 1890م، ولدت دمية ماتريوشكا في ورشة الحرفي الروسي فازيلي زفيوزدوشكين، بتصميم مستوحى من دمى يابانية متداخلة. كان الفنان سيرجي ماليوتين هو من رسمها، فابتكر شخصية امرأة ريفية روسية ترتدي " السارافان " التقليدي، وتمسك شيئًا بسيطًا بيديها، كرمز للدفء العائلي والخصوبة. لكن ما جعلها أيقونية ليس مظهرها الخارجي فحسب، بل قدرتها على احتواء نسخة مصغرة بداخلها، والتي بدورها تحتوي على أخرى، وهكذا حتى أصغر وحدة، والتي تمثل "الروح" أو "الجوهر" الأساسي للدمية . تلك البساطة العميقة في التصميم جعلت ماتريوشكا رمزًا للحكمة المتراكمة، لذلك أيضًا نستطيع أن نوظفها لتكون استعارة لأحد أخطر الظواهر الفكرية في عصرنا الحديث: تضخم الجسد الفكري . ماتريوشكا الفكر: متى يصبح التراكم سجنًا؟ حين تنظر إلى ماتريوشكا، قد تشعر بالدهشة من هذا البناء المتداخل لكن ماذا لو أصبحت  ماتريوشكا  استعارة لعقلك؟ كل طبقة تمثل فكرة، معتقدًا، تحليلًا، رأيًا، تجربةً ذهنية ومع كل انغماس جديد في التعقيد، تغوص أكثر في طب...

نوافذ الروح

صورة
 نوافذ الروح لا يوجد شيء تهتم به، أو تحاول إصلاحه، أو هو في حاجة ماسة إلى جهدك رحلة الحياة ممتدة متواردة متداخلة مستويات الحياة ليست تطورية في اتجاه الأعلى ولا تنازلية في اتجاه الأسفل هي متداخلة على شكل دوائر متصلة ببعضها في اتجاه التوسع هذا التوسع هو الذي يلامس منافذ الروح إن كانت مستعدة لذلك منافذ روحك هناك في مكان ما قد تكون مررت منه يومًا ما لكنك لم تتعرف عليه ومع ذلك قد شعرت به تسرب إليك شيء منه حنين أشواق روحية غامضة الوصول ليس هدفًا الأهداف كذبة كبرى الطريق كذبة أخرى أي طريق عن أي طريق تتحدث ألم تتعب من البحث ألم تتعب من السير أنت مشدود من الصباح حتى المساء وساخط على كل ما تحقق لك ترغب بشدة تحصل على ما تريد تزهد فيه ترميه تبحث عن لوعة أخرى! المحطات امتداد لهذه الأقاويل الكثيرة المحطات كثيرة المحطات وجود وعدم وصول وانقطاعات ممتدة! القفزات النوعية متاحة على حواف المراحل القدرات في تفاوت إذا لعقت العسل من على نصل السكين فأنت موجود آه من توهيمات الروح في سرادقات العزلة الجذب حاضر وشديد لن تفلت هذه المر...

أخرج من الحلبة

صورة
  أخرج من الحلبة لا تخرج من الحلبة لأنك سئمت أو مللت الخروج من الحلبة اختيار عقلاني كما أن الدخول لها اختيار عقلاني المشكلة ليست في الحلبة المشكلة في عقلية الحلبة لا يمكنك الاستمرار داخل الحلبة إلا على حسابك على حساب طاقتك أخبرني عن حلبتك، ولن أخبرك من أنت! لأنك لا تعرف من أنت، فبماذا سيفيدك إخباري إياك؟ حلبة الصراع تعني عقلية الصراع عقلية الصراع تعني عقلية الموت البطيء الموت فكرة وفكرة مخيفة أنت خائف لذلك تتعلق بحبال الحبلة حبلة المصارعة أنت مصارع قديم عقلك يضج بالصراع إذا لم تصارع فماذا تفعل؟ عقل من دون صراع! هل يعقل هذا؟ لن تستطيع تصور الحياة المعقمة من الصراع إنك ترى الصراع في كل شيء تحت كل كلمة فوق كل فعل جوار كل ردة فعل أنت مشحون بالكامل مصارع قديم المشاحنات مادة دسمة لوجباتك اليومية أنا لا أبالغ، أنت فعلًا هكذا مشغول على الدوام مكتوم على الدوام مفكر في عوادي الأيام وصروف الدهر وتقلب الشخوص سأخبرك بشيء إذا قفزت من هذه الحلبة حصلت على ثلاث جوائز: الأولى: الهدوء الثانية: التدفق الثالثة: الإهمال أما الهدوء فهو شيء جديد عليك، ولن تفهمه مهما حدثتك عنه. الهدوء شيء يُع...

مطاردة السراب لا تتعلق

صورة
مطاردة السراب لا تتعلق التعلق يشتت أفكارك، يشتت جهودك بطريقة ما، لأنها تسير في اتجاه واحد فتنفد عندما تتعلق بشدة في أي شيء، فإن كل شيء يتعطل، وكل بذل يضيع، وتشعر كأنك تطارد السراب كن طموحًا، مثابرًا، هادئًا، واقعيًا، منفتحًا على جميع الاحتمالات هل تدري أنك بذلك تفوز، حتى لو لم تحصل على ما تريد، كيف؟ في خلال رحلتك التي أحببتها، وأتقنت العمل فيها، واستمتعت بها، أنت أحببت وأتقنت واستمتعت، ماذا تريد أفضل من هذا! الرحلة في حد ذاتها نجاح، وكذلك أنت تدربت واستعددت، وأصبحت خبيرًا، وسيأتيك المخبوء الملائم لك، والمفيد لك، والمستمر معك في أحسن حال، وفي التوقيت المناسب، أردت صعود الجبل الجاف، وقدرك السَهَل الأخضر المنعش. التعلق ليس نقصًا التعلق ليس مشكلة بلا حل التعلق ليس خاتمة المطاف التعلق ليس قدمك ولا يدك التعلق حالة يتعاضد فيها الفكر والشعور على محور؛ ومن ثم تنتقل معه إلى محور آخر وهكذا. لا تظن أن مشكلتك في هذا الموضوع، أو ذاك لا تظن أن مشكلتك مع هذا الشخص، أو ذاك لا تظن أن مشكلتك في الحب أو الكره لا يوجد لديك مشكلة أصلًا التعلق سمة لازبة على الروح أحيانًا كلما ...