المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2023

الوكيل

صورة
الاعتماد والنيابة، والحسب والكفاية، قد تطلبها من بعض البشر، ويقفون إلى جوارك لبعض الوقت، في بعض الأمر، ولا يعرفون ما في قلبك، ولا ما تشعر به، ولا يستطيعون رفع ذلك عنك، مع ما يلحقك منهم من المن والأذى، أو ثقل الوفاء، ويعطيك ربك فيرضيك وترضى، ويمسح بيده على قلبك المكلوم فتشفى، ويرفعك في كل مرة من الحضيض. لا توكل حقيقي، ولا توكل مطلق، ولا توكل عام، ولا توكل يكفي إلا التوكل على الوكيل. الوكلاء لا يفون بكل ما يوكل إليهم، ولا يفون وفاءً تاماً بغير نقص من وجه من الوجوه. الوكلاء يموتون، بينما الوكيل لا يموت، فتوكلك عليه دائم لا ينقطع، وبرودة اليقين معه دائمة، وهو نعم الوكيل. الوكلاء يحتاجون إلى التفويض، ويستطيعون في حال، ويعجزون في أخرى، ويحسنون في حال، ويسيئون في أخرى، أما الوكيل فقد فُطرت القلوب على الاتجاه إليه، والطلب منه، وعَقْدُ الفؤاد على كفايته، وهو القادر في كل حال، والمحسن على كل حال. الوكيل هو الذي يأذن بما يكون، وهو الذي يقول للعدم كن فيكون، وهو الذي يدبر الأمر، فالتوكل عليه عين البصيرة، وتعليق القلب بمن لا يملك الإذن ولا التكوين ولا التدبير عين العمى. الوكيل لا يغالبه أحد، ولا يدف...

اشحن طاقتك

صورة
  لن تعمل أي عمل، ولن تحصد أي منجز، ولو كان الاسترخاء إلا بطاقة، الطاقة عنصر حيوي في التفاعل البشري، وهناك تداخل كبير وعميق بين مكونات الإنسان، من مشاعر وأفكار وأعصاب ومزاج وهوى ورغبات وشغف وتطلعات، يجمع ذلك كله، ويمده بمعين الحراك الذي لا ينضب الطاقة، الطاقة مصدر كل شيء، ويعود إليها كل شيء، والطبيعة تأبى الفراغ، وعصرنا الحالي تشتد فيه الحاجة للطاقة، لأنها تنضب بسرعة، ودخول العناصر الكيماوية، والمنتجات الرقمية زادت الضغط على الكائن البشري، وكذلك فعاليات الحياة المعاصرة بكافة مجالاتها، تحتاج إلى طاقة كبيرة، وتركيز كبير، وحضور فاعل، وطبيعة العصر السرعة، وسرعة التشتت، وتشتت كل شيء، مما يؤكد على أهمية الطاقة الموفورة، فكيف تشحن طاقتك؟ لا أدري! ولكن الذي أدريه، أنك الوحيد المسؤول عن ذلك، وأنه لن يأتي أحد، ويتبرع لك بطاقته، أو أن يزودك بالطاقة، بل الغالب، أن الجميع يريد أن يمتص طاقتك، وأنت موزَّعٌ على مشارب عدة، وطرائق متناقضة، وحياة ملؤها الاستنفاد، والسقوط والنهوض المتكرر، وعليه فخذ بزمام المبادرة، واستلم مسؤولية حياتك، وقد أفكارك لبر الأمان، واحتضن مشاعرك بدفء، واقترب من مولدات ال...