اشحن طاقتك

 

لن تعمل أي عمل، ولن تحصد أي منجز، ولو كان الاسترخاء إلا بطاقة، الطاقة عنصر حيوي في التفاعل البشري، وهناك تداخل كبير وعميق بين مكونات الإنسان، من مشاعر وأفكار وأعصاب ومزاج وهوى ورغبات وشغف وتطلعات، يجمع ذلك كله، ويمده بمعين الحراك الذي لا ينضب الطاقة، الطاقة مصدر كل شيء، ويعود إليها كل شيء، والطبيعة تأبى الفراغ، وعصرنا الحالي تشتد فيه الحاجة للطاقة، لأنها تنضب بسرعة، ودخول العناصر الكيماوية، والمنتجات الرقمية زادت الضغط على الكائن البشري، وكذلك فعاليات الحياة المعاصرة بكافة مجالاتها، تحتاج إلى طاقة كبيرة، وتركيز كبير، وحضور فاعل، وطبيعة العصر السرعة، وسرعة التشتت، وتشتت كل شيء، مما يؤكد على أهمية الطاقة الموفورة، فكيف تشحن طاقتك؟

لا أدري!

ولكن الذي أدريه، أنك الوحيد المسؤول عن ذلك، وأنه لن يأتي أحد، ويتبرع لك بطاقته، أو أن يزودك بالطاقة، بل الغالب، أن الجميع يريد أن يمتص طاقتك، وأنت موزَّعٌ على مشارب عدة، وطرائق متناقضة، وحياة ملؤها الاستنفاد، والسقوط والنهوض المتكرر، وعليه فخذ بزمام المبادرة، واستلم مسؤولية حياتك، وقد أفكارك لبر الأمان، واحتضن مشاعرك بدفء، واقترب من مولدات الطاقة، وأهرب من مبددات الطاقة، وكن متوازناً في ذلك، فكل إفراط سيقابله تفريط، مما يجعلك تزهق طاقتك التي جمعتها بتطرف في موقف واحد عنيف، إن طمأنينة القلب باب واسع من أبواب شحن الطاقة، والقلب لا يطمئن لشيء طمأنينته لذكر من خلقه وأعده وأمده، والنفس لا تهدأ إلا بالتوكل على من هو نعم الوكيل، والأعضاء لا تستقر إلا على عتبات العبودية الخالصة، عندما يخلع المرء النظراء والتعلقات، ويلقي بنفسه على باب التأله والحب العظيم، حينها تنجلي الغمامة، ويتزود المرء بطاقة هائلة عصية على عوادي الزمن، وفي الحركة الرياضية المستمرة تسيير للدم في الدورة الدموية؛ مما ينشط الأنسجة والخلايا، ويدخل كميات من الأوكسجين الذي يحتاجه الجسم، فتتجدد الحياة، وفي المياه النقية، والأعشاب الطرية، والأسماك واللحوم البيضاء، والحبوب الكاملة مصادر غنية لشحن الطاقة، وفي أدوات النظافة الطبيعية، والصابون الخالص، والعطور الزيتية الفواحة، والحمام الدافئ، مرافئ لشحن الطاقة، وفي تحديد الأهداف وإنجازها شعور بالاقتدار والتواجد المفيد، وفي قراءة كتاب جديد، ورواية خالدة، وشعر يمازج الكيان شحن للطاقة، وفي ترتيب المكان، وتعطير الغرف، وجلي البصر شحن للطاقة، وفي جلسة التأمل، والخلو بالروح، والنظر في السماء، وتحسس الرمل الأبيض بقدمين حافيتين، وشم النسيم، شحن للطاقة، وفي مجالسة المبتهجين نور يصقل الروح، ويبرد حر الفؤاد، من لهيب سنوات الضيم وملاحاة ذوات السموم، هي مسؤوليتك وأنت أعرف الناس بطريقة شحن طاقتك، فقط لا تتأخر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خريطة الوهم، تسمية الأشياء بغير أسمائها

متاهة العقول المتورمة "تضخم الجسد الفكري ودمية ماتريوشكا"

الفطر الحكيم🍄