أريكة المتعة

لكل واحد منا أريكة يأوي إليها بعد طول المشقة، أو التعب، أو حتى الملل

تتمثل هذه الأريكة في هواية، أو استرخاء، أو تأمل، أو مشي، أو تنفس، أو صحبة، أو حضن دافئ، أو محادثة لطيفة، أو كتاب مؤنس، أو شباك يطل على الجمال، أو نظر يطول إلى السماء، أو كَفٌّ ترتفع بالدعاء، أو سجدة طويلة، هنا نجد أنفسنا، هنا نرتاح، وكأن جميع ما نفعله في هذه الحياة تمهيد وتهيئة لهذه الأريكة، أريكة المتعة.

منا من يشاهد مسلسلاً تاريخياً، أو فيلماً وثائقياً، أو يرسم لوحة، أو يدون خاطرة، أو لا يفعل أي شيء، لكنه على أريكة المتعة

هل تعلم أن أريكة المتعة هذه، والتي قد لا تعطيها اهتمام، هي أروع شيء في حياتك، ليس لذاتها، بل لأنها هي المحطة التي تكون خالصة لك

راحة لقلبك

هدوء لعقلك

سكون لروحك

من أجل ذلك من الجميل:

أن تتعرف على أريكة المتعة خاصتك

أن تستثمر فيها

أن تحبها وتُجَمِّلها

أن تهتم بها وتراعيها.

لا تبخل على نفسك أبداً

لا تستكثر الوقت الذي تقضيه على أريكة المتعة

لكن إن كنت كسلاناً وغير منتج وبطَّال، فهي ليست أريكة، بل تابوت بارد، أنهض منه، واكتسب في حياتك ما يُرقِّيك، ويجعل منك إنساناً على الحقيقة، ثم بعد ذلك فكر في أريكة المتعة.

الحياة ليست فقط عملاً، أو منافسة، أو تقدماً، الحياة متعة

الحياة لوحة مليئة بالألوان الزاهية

تعرف على الحياة، أعشق الحياة، تناغم مع الحياة

الحياة جداً ممتعة وجميلة، إذا كنت أنت جميلاً.

أريكة المتعة تعدك بالسرور، وتضيء لها جنبات نفسك، ويُشرق فيها البِشْرُ على صفحة وجهك، وتكون حاضراً، مقبلاً، جميلاً، مبهج لمن حولك، ومن هو في محيطك

أريكة المتعة محطة تزود بالطاقة، التي تؤهلك لخوض غمار الحياة، ونزال حوادثها بقلب كبير، وروح عظيمة، ونفس لا تُقهر

كن هنا، والآن، كن حاضراً، استمتع

أريكة المتعة في انتظارك، فافهمها، وعشها بالشكل الصحيح، لتذوق من الحياة أجمل ما فيها، أتمنى لك أريكة ممتعة.