صحة الروح

الروح لا تمرض، ولكنها تتوارى

تغيب، تنظر من بعيد، نفقد الصلة بها

ولكن عندما تحضر الروح

عندما نتصل بالروح

فإننا نعيش صحة الروح، ونجرب بهجة الحضور، ونغمة الحياة، ورنة الزمن، وكثافة الوعي، وجلاء البصيرة، واستلهام التاريخ بكل صوره وألوانه وأصواته وروائحه.

لتحقيق الاحتياجات المادية أثر في هذه العملية، لكنها ليست كل شيء

للتشافي من جراح الماضي أثر في هذه العملية، لكنه ليس كل شيء، فالاتصال بالروح يحدث على مستويات عميقة من الاحتياج والألم، ويحدث في مستويات عليا من الاكتفاء والشفاء.

ما يهدد حضور الروح بالفعل هو التشتت بكافة صوره، غياب الإطار الأكبر، ضياع البوصلة، الغرق في الذات، إغلاق منافذ التفكير، حبس مجالات الشعور، كبح جماح الخيال، الواقعية الفاقعة.

التدفق، الاندماج، اليقظة، الحب، السلام، الهدوء، التوازن، بوابات الاتصال الكبرى، دليل هادي لصحة الروح.

بناء الاختيارات، مراقبة النضج، مرونة الانفعالات، صمت العقل، طريق واضح لصحة الروح.

الإصغاء الجيد لهسيس الروح، لنداء الروح، لأصوات الروح الدافئة، اللطيفة، الناعمة، تردد عالٍ لصحة الروح.

الصدق، صدق اللهجة، صدق الفكرة، صدق الشعور، صدق الذات، صدق الوجود، عنوان واضح لصحة الروح.

تنظيف الذات، ترتيب الذات، تنظيم الذات، إدارة الذات، تقدير الذات مجال واسع لصحة الروح.

اكتشاف الجذور، الوقوف على الدوافع، فحص المكامن، فهم الانفعالات، وعي واستعداد لصحة الروح.

رؤية الجمال، سماع الجمال، تنفس الجمال، تقدير الجمال بيئة خصبة لصحة الروح.

لا تخشَ النور، لا تهرب من السمو، لا تتضعضع عند الخطوة الأخيرة

ينهار البعض، عندما يقتربون من أجراس الاتصال بالروح، يخافون النجاح، يتجنبون مسؤولية حياتهم، يفرون من العلو والمكانة الجسيمة، يجذبون العقبات بهواجسهم وأفكارهم وكلماتهم، ولا يصلون لصحة الروح.

لا تهرب من روحك، اعتنق روحك، انسجم مع روحك، تقبل روحك، قَدِّر روحك، اتصل بروحك، معًا يدًا بيد في طريق صحة الروح.