الكيمياء السامة

عندما ولدتَ كنتَ تتمتع بانسجام كوني

فأنت تنمو، تزدهر، تتفتح، تتنفس العافية، وتطرد الشوائب

ولكن بعدما تكبر، وتكثر عليك التجارب، تبدأ بمحاكاة غيرك في نوع كلماتهم، وردود أفعالهم، ومواقفهم، وانحيازاتهم، ومنافساتهم، وحروبهم الباردة

فتبدأ عضلات روحك في الضمور

وخلايا جسدك في التكلس

وشرايين حياتك في الانسداد.

التوتر، الخوف، القلق، الاستياء، الغضب، الانتقام كلها متطلبات لوصفة الكيمياء السامة

بثور، تجاعيد، تقلصات، مفرقعات، خطوط، شحوب، نضوب!

هيه توقف عن هذا!

لماذا تقتل الحياة؟

لا تكن كماليًا، ولا تكن لطيفًا بشكل مبالغ فيه، ولكن لا تستدعي الهموم والسموم، وخذ هذه المعلومة:

خلاياك تتجدد كل فترة زمنية حسب نوع الخلية والأنسجة، إذن أنت جديد مرة بعد أخرى كقانون كوني متاح للجميع، ولذلك نعرف أهمية التحضير لأهداف السنة الجديدة، ونعرف مدى أهمية الفكر التطهري كل سنة، واستحضار التخلي الواعي كل سنة.

الكيمياء السامة تعمل عملها من خلال أنابيب حياتك، فهي تصب من وعاء في وعاء عبر هذه الأنابيب، هذه الشبكة من الأنابيب هي الخطوط الموصلة بين أجزاء حياتك المبعثرة

من مهمات الكيمياء السامة بعثرة حياتك، تشتيتك، تضييعك

بعدما يتم حقنك بالشكوك والآلام كي تضعف وتضعف ولا تتمكن من المقاومة الرشيدة

حينها تتمكن هذه الوصفة من الفتك بك.

أؤمن كثيرًا بالوقفات الجادة مع النفس، والمراجعات الدورية وفحص النتائج

لا بأس من أن تقتحم معمل الكيمياء السامة، وتكتشف ما فيه، وتقف على تفاصيله، وتفكك مكوناته، وتعزل بعضها عن بعض حتى يتحطم هو لا أنت

وقبل أن تدخل لهذا المعمل كن معقمًا بالكامل بالفكر الفطري، والحالات الأولى

كن جديدًا، طفلًا بريئًا، يكره التعقيد ويعشق التجديد

فَرِّغ الأوعية من المحاليل السامة:

ماذا أفادني الخوف؟

ما نتيجة الاستياء؟

ماذا أعطاني الانتقام؟

افصل الأنابيب عن الأوعية دعها تنسكب على الأرض

حطم بعض الزجاجات بزمجرة، وارم بعضها برفق

أجمع بقايا هذا المعمل البائس، وأفعل كما فعل نيرون بروما، واستمتع بمنظر اللهب الذي سيطهر روحك، ويأخذك لعالمك الجديد النقي.