المينيماليزم، القليل يكفي
المينياليزم
القليل يكفي
سيدارثا جوتاما مؤسس البوذية ولد 600 قبل
الميلاد في مجتمع طبقي ومع ذلك كانت هناك فلسفات تنبذ الماديات، فبنى فلسفته على
هذا الأساس وهكذا نشأت البوذية
يقول: ((وبالنظر إلى أن الانفصال عن الأشياء
أمر مؤكد في هذا العالم، أليس من الأفضل أن ينفصل المرء طواعية في سبيل الأمور
الروحية))
ومن آخر كلماته لمريديه: " كل الأشياء
الفردية تزول، جاهدوا بلا كلل".
في القرن الثالث قبل الميلاد عاش ديوجين من
مؤسسي المدرسة الكلبية
كان يدعو للتقشف والاكتفاء بالقليل قال عنه
الشهرستاني في كتاب الملل والنحل:
((كان حكيما فاضلا متقشفا لا يقتني شيئا، ولا
يأوي إلى منزل))
كان صاحب عباءة وعصا وجراب، وينام في السوق.
جاءت الفلسفة الرواقية، والتي تنهى عن ربط
الراحة باللذة، وترى أن الفضيلة هي الخير الوحيد.
وفي الإسلام يقول ابن عمر رضي الله عنه أخذ
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنكبي وقال:
((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)).
ويقول
أبوه عمر رضي الله عنه: ((أو كلما اشتهيت اشتريت)).
إذن المينيماليزم جذورها عميقة في التاريخ،
وليست وليدة هذا العصر، ولا يعني ذلك أن من يُفَضِّل أسلوب الحياة المتخفف من
الماديات ينتمي للبوذية أو الكلبية أو الرواقية أو حتى الإسلام، أو أنه امتداد
لها، لا، المقصود أن أصل الفكرة قديم، فما هي فكرة المينيماليزم بالإمكان ترجمتها
إلى التقليلية، أو التبسيطية
بدأت في الستينات بأميركا بعد الحرب العالمية
الثانية كموضة في الفنون البصرية والموسيقى، بحيث يتم استخدام أبسط وأقل العناصر
والألوان في تشكيل الفنون.
عام 1965 كتب الفيلسوف ريتشارد ولهايم مقالاً ذكر فيه أن هناك توجهاً فنياً بدأ في نيويورك يبتعد عن الأساليب التعبيرية والتجريدية السائدة، ويتجه إلى عناصر أكثر بساطة، واكب ذلك أيضاً توجه معماري مشابه تحت اسم "باوهاوس" بشَّر بهياكل وخطوط أكثر تواضعا وانسيابية وخلوا من الزخارف الزائدة، وقد امتدت هذه الطريقة فيما بعد إلى التصميم الداخلي.
ترمي فكرة المينيماليزم إلى أن يمتلك الشخص ما
يستعمل فقط، بحيث يظل هناك متسع لتنفس الهواء في المكان، وامتداد البصر لمساحات
خالية ونظيفة تسمح للتفكير العميق والتأمل أن يأخذ مجراه الصحي والسلس.
يمتد هذا بطبيعة الحال إلى طبيعة الحياة،
وأسلوب الاستهلاك بحيث تقل النفقات، وتُبْذَل في الأشياء القليلة جيدة الصنع بغض
النظر عن الماركة أو السعر والتي تستخدم بشكل دائم، لا أن تُكَدَّس في الأدراج.
وهذا يناقض الفكر الذي انتشر بشكل واسع، وبلغ
الذروة بدايات القرن الحادي والعشرين حيث التراكم المادي والتباهي بعدد المقتنيات
ودخول القروض الاستهلاكية على الخط، فجاءت نداءات المينيماليزم كردة فعل على هذا
السعار المجنون، لحماية الروح والعقل من هذا الجموح الفَتَّاك
مواقع ومدونات وكتب وأفلام كلها تدعونا لتبني
أسلوب الحياة الجديد والقريب من الطبيعة "المينيماليزم".
في عام 2005م أثبتت دراسة في كلية إلينوي في
نوكس أن اعتماد أسلوب "المينماليزم" يساعد على ارتفاع الشعور بالرضا
والتخفف من الشعور بالتوتر.
انتقل المصطلح من الفنون إلى مجال الحياة
عموماً مع جوشوا فيلدز ميلبورن ورايان نيكوديموس، وهما صديقان عاشا في الولايات
المتحدة حياة ناجحة، وصعدا في سلم الترقي الوظيفي، ولكنهما كانا يصرفان كل دولار
في البذخ والزينة والكماليات، ومع ذلك لم يكونا مرتاحين، بل عانا كثيراً، وفي عام،
2009م وبعد مشاهدة مقطع ملهم لكولين رايت وهو رجل يمتلك عددا بسيطا من المقتنيات،
ويجول حول العالم، أدركا أن هناك شيئاً جديداً، ووعداً جديداً، وحياة جديدة بسيطة
مريحة في انتظارهما.
بدأ الصديقان في مشوار التبسيط والتقليل
والتخلص من الزوائد ورفعا مدونة عن ذلك في الانترنت، وقدما فيلمًا على نتفليكس عن
الحياة البسيطة وألهما الملايين من الناس.
في وقت لاحق، صدر كتاب سحر الترتيب لماري كوندو، والذي بيع منه أربعة ملايين نسخة، وترجم إلى ست وثلاثين لغة، "كَتَبْتُ عنه في تدوينة سابقة"، وكذلك قَدَمَتْ مسلسلاً عن الترتيب والحياة البسيطة على نتفليكس أيضًا، ماري كوندو كاتبة يابانية لها موقع على الإنترنت تقدم من خلاله الخدمات، وقد صُنّفت ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة بحسب تقرير لمجلة "تايم" عام 2015م.
تعدك المينيماليزم بما يلي:
- التحرر.
- التركيز على ما هو مهم.
- اكتشاف تجارب جديدة.
-الاستفادة من الموجود على أكمل وجه.
-التخلص من الفوضى.
توصية
-أكتب أسباب إعجابك بهذه الطريقة.
-أجمع الأشياء المكررة، والتي يغني بعضها عن
بعض.
-تخلص من الأشياء التي لم تستخدمها من مدة
طويلة.
-فتش في الكمبيوتر والهاتف النقال عن برامج،
تطبيقات، صفحات لا تعمل عليها وأحذفها.
هذه مجرد أمثلة وعليها قس وانعم بالهدوء والصفاء.
تذكر أن:
-تتدرج في تطبيق هذا المفهوم.
-لا تقلد أحداً فلك احتياجاتك الخاصة.
-المينيماليزم وسيلة وليست غاية.
رائع جداً
ردحذفأشكرك،،
ردحذف