الكتابة والإغماء
الكتابة والإغماء
بما
أنك كاتب في أنت في حالة إغماء على نحو دائم
الكاتب
في عملية إعادة تشكيل للذات
الكاتب
يعيش الانفصال والاتصال بيسر
الحدود
بين واقع الكاتب وخياله رقيقة
نظرة
الكاتب للمرأة أوسع من نظرة غيره، نظرته للحضارة أوسع من نظرة غيره، ليست فقط أوسع،
بل لها أبعاد أخرى ونوافذ يرى من خلالها ما لا يُرى بالبصر بل بالبصائر، الحضارة
في عينه أنثى، الحضارة بلا أنثى ليست حضارة، الكاتب بلا حضارة ليس بكاتب، أسلخ
المرأة إن استطعت من الحضارة، وانظر ماذا يتبقى، أسلخ المرأة من جميع الفنون وأنظر
ماذا يتبقى، ليس انتصاراً للمرأة، بل وصف دقيق للواقع.
القلم
في يد الكاتب ليس بندقية ولا ريشة، بل قلم، ويكفي أنه قلم
القلم
يخط الحياة، القلم يعطي الحياة حياة، القلم يضمن للحياة الحياة
القلم
ليس للتوثيق، ولا للتدقيق، ولا للتعليق، بل لنفخ الروح في الحياة.
الدفاتر
والأوراق تدور في ذهن الكاتب، وهو يدور في الحياة
يرقص
الكاتب في خدر عجائبي كما يصنع الصوفي المخلص حينما يدور حول عالمه الخاص، ولكن
الكاتب يطوف حول كل العوالم والأكوان، يمشي في الشارع وهو في شارع موازٍ له من
بُعدٍ آخر، يتذوق فرولة كاميرون، وهو يمتص رحيق العسل المصفى على جبال الألب
ينهمر
عليه مطر مدينته وهو على الكرسي الهزاز أمام كوخ ريفي
يشم
رائحة العشب المبلول، والإسفلت المبلول، وهو في مروج خضراء ممتدة، إنه يرى ما لا
يرى غيره، ويسمع ما لا يسمع غيره.
يقفز
الكاتب على رجل واحدة وهو يحدثك، ولا تدري أن هِزة الكتابة أصابته على حين غرة، الذي
حصل أنه التقط أثناء الحديث فكرة ملهمة لمقالة أو تدوينة أو كتاب، وأنت لا تدري
بما يمور ويجيش في صدر مُحدثك.
الكاتب
ليس بركاناً ساكناً ولا متفجراً، بل هو الساكن المتفجر، فظاهره السكون وباطنه الحمم
المتولهة
الكاتب
ليس الأمواج العالية المضطربة، ولا العمق المليء بالمرجان والأسماك الملونة
الوادعة، بل هو الوداعة والاضطراب العنيف.
الكاتب
سؤال
الكاتب
رفض
الكاتب
توسع
الكاتب
سماء
تضاريس
الأرض كراريس منوعة لما تخطه أنامل الكاتب الرشيقة.
الكتابة
إغماء
الكاتب
يعمل ويتكلم ويتعامل وهو مغمىً عليه
الإغماء
لدى الكاتب ليس شيئاً مرفوضاً ولا مقبولاً، بل هو شيء موجود وحسب
إن
لم تكن في حالة إغماء بشكل دائم، فأنت لست بكاتب بل دهان، أو بائع ملصقات، أو أي
شيء آخر، لكن صدقني لست بكاتب.
تعليقات
إرسال تعليق