تصميم الحياة
تصميم
الحياة ليس هو التدريب على الحياة، وليس هو التشافي من بعض العلل، وليس هو تحقيق
الأهداف بعد كتابتها، بل هو تصميم الحياة فقط، وتصميم الحياة يكفي، لماذا؟ لأنك
إذا صممت حياتك بشكل مفيد لن تحتاج إلى التدريب إلا على المهارات التي ستوظفها
مباشرة، كمهارات البيع والتسويق وإتقان بعض الهوايات، ولن تحتاج الذهاب لمعالج؛
لأنك عملت بالوقاية قبل ذلك عن طريق تصميم الحياة.
أما
متى أبدأ في برنامج تصميم الحياة، فيسرني أن أقول لك هنا والآن، وإذا بدأت في
تصميم حياتك فاعلم أنك ستعيد نظرتك للحياة، ولأساليب العيش، ولفكرة الوجود، وفلسفة
النجاح المرتبطة بالأهداف أو قوائم المهام، والتي أخذت رحلة زمنية طويلة بين
الأجيال: الجيل الأول جيل وضع قوائم الأعمال، والثاني جيل تدوين المواعيد، والثالث
جيل يضيف إلى ما سبق ترتيب الأولويات، والرابع جيل إدارة الذات، فنلاحظ أن الجيل
الأول ينحو إلى الكتابة أولاً، والثاني ينحو إلى النظرة المستقبلية، والثالث ينحو
إلى العناية بالقيم لذلك هو يرتب الأولويات والأولوية للقيمة الأعلى، بينما الرابع
ينحو إلى العناية بالذات، وهذا بلا شك حصيلة ما تخمر في الذهنية الإنسانية من
خبرات حول عيش الحياة وتنظيم الوقت والتخطيط وتحقيق الأهداف، ولكن هل هذا كل ما
هنالك، بمعنى لو تتبعنا برامج تطوير الذات أو سمه ما شئت ستجد أنها التفتت إلى تحقيق
الثروة من أجل العناية بالأسرة، ومن ثم اتجهت إلى العناية بالأسرة أولاً وعدم الانسحاق
خلف مكاتب الأعمال، ومن ثم ذهبت إلى التطور الروحي، وبين هذه الجزر الثلاث: جزيرة
المال، وجزيرة العلاقات، وجزيرة الروح، تمازجت الأطروحات وتداخلت، ولو ذهبنا نُعدد
الأجيال والحقب الزمنية في موضوعات التطوير عموماً لوجدنا أكثر من تقسيم، وأكثر من
جيل، وتداخل بين الأجيال.
إننا
بحاجة اليوم إلى نقلة من نقلات الوعي، إننا بحاجة إلى الرفرفة فوق المتاهات التدريبية،
والحلول المتداولة، والخلطات الجاهزة، والتجارب الشخصية ذات التأثير النسبي، هذه السلسلة
"سلسلة تصميم الحياة"، ملك لك، هي دليل مُرشد للمناطق المعتمة في الروح،
إنها لا تعطيك روشتة، أو قائمة أعمال، هي تضيء داخلك، تأخذك إليك، أنت أعظم حكيم
في معرفة نفسك، لن يُعَرِّفك أحد من أنت سواك، تصميم الحياة يعني حياتك أنت، لا تتابع
هذه السلسلة من أجل أن تعلم غيرك، لا، ولو لمرة واحدة حاول أن تنتبه لنفسك أنت،
وتتعرف على نفسك أنت، وتخدم نفسك أنت، وتمتلئ بالطاقة أنت، هذه السلسلة كلما تعيدها
ستجد فيها مكامن قوة داخلية فيك، هذا ليس مدحاً لها فهي لا تستمد قوتها إلا من شيء
واحد فقط وهو: أنها تقدمك لك، صدقني إنها لك فركز كثيراً.
تعليقات
إرسال تعليق