الأمهار المجنونة 🐎 بين العقل والعاطفة

الأمهار المجنونة

بين العقل والعاطفة

تشبه عواطفنا الأمهار المجنونة إلى حد كبير

ففيها شموخ

وفيها جموح

وفيها اندفاعات مميتة

إننا نمضغ لجام العقل بامتعاض، حيث يمثل العقل الفارس الحكيم الذي يريد التحكم بهذه المهرة الجموح

ولكن إذا بالغ الفارس في التحكم، فإن قوة المهرة تذوي، ورغبتها تخف، وروحها تجف

وإذا تراخى الفارس في التعامل مع هذا الجنون، فإن الحياة ستكون عبارة عن متاعب متلاحقة، وحفر عميقة، وسقطات مروعة، وأوهام مُضيعة.

الفرس قوة، الفارس توجيه

الفرس تجربة، الفارس شكوك

الخلط بينهما عجيب، والتوازن بينهما رهيب

فمتى أشد اللجام ومتى أرخيه؟

بعضهم حياته فرس جريح، وبعضهم حياته فارس يابس، فكن خيَّالًا عال المرونة متنقلًا بين إعطاء الفرص للفرس والفارس، كي تكتشف عجائب الكون، دون أن تتكسر عظامك.

التوازن بين العقل والعاطفة هو أمر ضروري لتحقيق السعادة والنجاح في الحياة

الفارس يمتلك القدرة على التفكير الواعي واتخاذ القرارات الصائبة، بينما الفرس تركض بالعواطف والاندفاعات القوية والأحاسيس العميقة.

لكلٍ منهما مهمة محددة

يعتمد العقل على المنطق والتفكير الواعي في اتخاذ القرارات وتقييم الوضع بشكل صحيح، وبفضل انضباطه وحكمته، يتمكن العقل من تهدئة العاطفة وتوجيهها في الاتجاه المناسب.

مهمة العاطفة بالمقابل هي إضفاء الحيوية والانتعاش لحياتنا، فهي تمنحنا القدرة على التعبير عن مشاعرنا وتجربة العواطف المتنوعة مثل الحب، الفرح، والألم، إنها القوة المحركة التي تدفعنا لتحقيق أحلامنا وتفعيل إبداعاتنا، ومع ذلك إذا لم يكن للعقل السيطرة على العاطفة، فقد يؤدي ذلك إلى الأوجاع الدائمة.

لذا يكمن التوازن بين العقل والعاطفة في أن يكون العقل الفارس الحكيم للمهرة الجموح، حيث يوجه العاطفة، ويستخدمها بحذر لتحقيق الأهداف وتحقيق التوازن النفسي

يجب أن يكون هناك تفاهم وتواصل بين العقل والعاطفة، حيث يستمع العقل لما تقوله المهرة، ويراعي مشاعرها، وفي الوقت نفسه يحافظ على السيطرة، ويمنع الاندفاعات العاطفية غير مبررة.

ومتى ما انقطع التواصل بينهما انقطعت الحياة، لذلك من الجيد تنظيف القنوات الموصلة بين الفارس والمهرة.

العقل والعاطفة جزءان لا يتجزءان من شخصيتنا، إنهما يتكاملان ويعملان معًا لتوفير السعادة والتحكم الذاتي والنجاح في الحياة.

إن توفير طاقة المهرة، وضبطها، وتوجيهها مهمة ممتعة إذا كان الفارس محنكًا والمهرة مُطَاوِعة

وأما إن كان الفارس هشًا والمهرة صائل، فالويل ثم الويل لمن يقع في دائرة هذا الميدان الصاخب.

الفارس يرى الخارج، وينظر للأمام، المهرة منغمسة في الداخل، وتنظر في المرج.

الفارس لذَّاته عالية، المهرة مستمتعة بالطريق

الفارس صامت، المهرة تزمجر بالصهيل

الفارس يشق الطريق، المهرة تلاعب الأمهار المجنونة.

الفارس يكبح تمرد المهرة، ولكن من الأجود استثمار هذا التمرد لصالح الحالة ككل.

لا تكن منطقيًا كثيرًأ، واسمح لمهرتك المجنونة أن تنطلق، ففي الطريق ستخبرك بأشياء، وتريك أشياء، لم تكن لتراها لو تشبثت باللجام بشدة.

أيها المتحكم إنها مهرة وليست صخرة، إنها مهرتك حبيبتك وليست عدوة!

ألم يحن الوقت للسماح بشيء من الجنون؟

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خريطة الوهم، تسمية الأشياء بغير أسمائها

متاهة العقول المتورمة "تضخم الجسد الفكري ودمية ماتريوشكا"

الفطر الحكيم🍄