الفراغات النفسية
اتساع
الفجوة بين أحلامك وواقعك، بين قدراتك ومطالباتك، بين مزاجك وحالة مجتمعك الصغير،
تقودك للتعثر في الفراغات النفسية المتتابعة، حيث تعود للمربع الأول في كل مرة،
حيث تشكو الانقطاعات وانطفاء الشغف.
وللحيلولة
دون ذلك، عليك بتوجيه طاقتك كلها لنقطة قوة مضاعفة لديك، تنمو باستمرار في اتجاه
واحد.
إن
التوحيد، والتركيز، والحضور، والإتقان، والشحذ، والصقل، والتمرس، والتدفق، والاستمتاع
المفيد، عوامل أخاذة، تنقلك بين مستويات من الوعي كثيفة، لأنك في حال من الجاهزية
المطردة، قد سلمت من الفراغ بشقيه النفسي والوجودي.
ستعرف
نفسك أكثر، سيهون عليك التقلب المزاجي والعاطفي والنفسي؛ لأنه في إطار واحد، وسلك
واحد، ونظام واحد، تعرف بدايته، وترى نهايته، وتعلم أن كل شيء سيكون بخير.
تعرف
من أنت، تعرف ماذا تريد، تقيس المسافة بينك وبين ما تريد، متجذر في واقعك برشاد،
مُسَلِّم للمؤثرات بحياد، تجيد امتصاص الصدمات وتحويلها لأمصال واقية من عوادي
الدهر، ووثبات الظروف.
نيتك
في العلاقات، نيتك في العطاء واضحة، سليمة، طبيعية، بشرية، لا تظهر ما لا تبطن، قد
علمت يقيناً، لا بل قد جرى في عروق قلبك أن النية بناية حياتك، فأرفعها أو أهدمها،
ما تقوله يتجلى، ما تنويه يقع، ما تفعله يعود إليك، فاختر طريقك، الحياة وإن كانت رقصة،
إلا أن ارتداداتها في غاية المماثلة والإنصاف ولو بعد حين، الفراغ يسده الامتلاء،
كن ممتلأ بما تحب.
تعليقات
إرسال تعليق