المدمرات الصامتة

المدمرات الصامتة

عندما تنجح في أمر ما، تظن أن ذلك بفعلك، وأنك خلقت موهبتك، وأنك قهرت الظروف!

بينما الذي حدث هو اصطفاء لك من قبل أن توجد على هذه الأرض.

وتسخير لك بعدما وجدت على هذه الأرض

عندما تنسى نفسك وتتكبر

ترتفع عنك هالة الحب التي كللك الناس بها

لقد نفخك الغرور، وأصبحت مثل البالون الذي يكاد يتشقق!

لقد كنت رشيقًا وجميلًا ومهضومًا، ولكنه الفخر سم الأرواح.

إذا كنت سعيدًا فلا تخبر كل أحد

ولا تغني بالسعادة في كل مكان، فهناك نفوس محطمة، وأرواح مظلمة، وكينونات تتلظى عليك، وأنفاس محبوسة تنتظر سقوطك المدوي، أعذرني إنه الواقع.

كن سعيدًا، مفعمًا بالأمل

شارك السعادة مع السعداء

تحدث بطلاقة مع من يحبك بصدق، ولكن كن خُلْدًا هامدًا بجانب التماسيح.

إذا أتقنت مهارة وبرزت فيها، أو بعت منتجًا بشكل مذهل، فكن هنا.

لا تتجاوز بسرعة لباقي المهارات، ولا تتعجل في بيع جميع المنتجات

لا بأس بالتعلم والتدريب والتطوير، لكن دون خلط، إذا كنت موسيقيًا، فليس معنى ذلك أنك تصلح بأن تكون ممثلًا، وكم مر عليك من موسيقي جذاب تحول لأضحوكة بعدما أخذ دوره في التمثيل وكأنه طفل في المرحلة الأولى من الدراسة.

لا بأس من أن يتعلم هذا الموسيقي مهارة التمثيل وغيره من المهارات، ولكن ليس معنى ذلك أن يصعد خشبة المسرح مباشرة، إلا إذا كان أتقن التمثيل فعلًا.

تعلم جميع المهارات التي تحب وجرب أكثر من هواية، ولكن لا تتقمص دور البارعين فيها والمبدعين، وتنضم لزمرتهم وتفتتح مشاريعك الخاصة بهذا المهارات فقط تعلم وتدرب ومتى ما برعت في مجال فتقدم خطوة للأمام أكثر، حتى تتميز فيه؛ ومن ثم تبني علامتك الخاصة.

إذا ارتكبت خطأ فلا تبرر، فقط اعتذر وأصلح الخطأ

إذا كان الخطأ ظاهرًا فأعلن التراجع عنه بشكل ظاهر، فهذا يكسبك المصداقية أمام نفسك، ويجعلك بالفعل لا أقول تتجاوز، بل وتتطور بسرعة، وتكتسب عادة الشغف المتجدد.

الحرية شعور أصلي

الحرية ضرورة للإنسان

القيود تُعَطِّل الحياة

من القيود إصدار الأحكام

أنت تشغل عقلك بالآخرين، وتصدر عليهم الأحكام، ولذلك أنت تستسلم لرأيهم فيك، والمعيار بيدهم لا بيدك!

إذن أنت في دوامة الانعكاسات السالبة، ترى نواقصك فيهم، ويرون نواقصهم فيك.

أنت لا ترى الكون بعينك، بل ترقب عين غيرك لترى بالنيابة عنك.

تنتظر من يرشدك للطريق

أنت تائه

المرشد الحقيقي هناك في العمق

لقد غطيته بإصدار الأحكام، وضيعته عندما تقبلت آراء الآخرين فيك، وفي حياتك، وكيف يجب أن تعيش!

هل معنى ذلك الوقاحة، أو عدم الاستفادة من أحد؟

لا، المعنى أوسع من ذلك، أنت في حالة سبات، استيقظ كي تفهم ما أقول!

لقد كثر اللغط حول هل نصدر أحكامًا أم لا؟

والحقيقة أن الأحكام التي يقصدها الناس لا يمكن أن نتوقف أو أن نعيش من دون أن نصدرها، كيف ذلك؟

عندما أتعامل مع شخص لا بد من أن أعرف هل هو أهل للثقة أم أنه لص مثلًا، إذا كان لصًا لن أتعامل معه، هنا أنا أطلقت عليه حكمًا واتخذت قرارًا على أساسه، وهذا هو الطبيعي، ولا نملك كبشر غيره!

الأحكام التي ينبغي أن لا نصدرها هي التي لا علاقة لنا بها، هي التي فيها تدخل في الآخرين من دون أي داعٍ.

أيضًا الأحكام التي تعتبر من قبيل الدخول في النوايا، فلان فعل كذا، وقصده كذا

وما أدراك عن قصده؟

أيضًا الأحكام التي تتعلق بمصير الإنسان، كأن نقول فلان سيعيش تعيسًا، والآخر سيكون جمرة تتقلب في الجحيم!

أيضًا لا ينبغي أن نسمح لمن يطلق علينا مثل هذه الأحكام أن يؤثر في أعمالنا وحياتنا فالغالب على من يطلق مثل هذه الأحكام أنه يعاني من الفراغ الذريع فلا تساعده أن يسرق وقتك فهو أعز ما تملك.

هذه هي المدمرات التي تعمل في صمت رهيب

وتقضم عمرك قطعة قطعة

وبتجنبها تحمي حياتك التي تريد تصميمها بشكل جيد من المعطلات الأشهر والتي هي:

التكبر-إخبار الجميع بمصدر سعادتك-القفز السريع-المكابرة- إصدار الأحكام

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خريطة الوهم، تسمية الأشياء بغير أسمائها

متاهة العقول المتورمة "تضخم الجسد الفكري ودمية ماتريوشكا"

الفطر الحكيم🍄