الملاك الحارس والبتلات المقدسة 🌸
وأنت
تصمم حياتك، أو ترغب في تصميم حياتك كما تحب، قد تمر بك لحظات من الأسى، لحظات من
الشك، تأسى على عمرك الذي ذهب الكثير منه وأنت لم تحقق ما تريد، تشك في مستقبلك
الذي تلفه سُجُف الغيب المهيب، لا تأس ولا تشك، نواياك بيد أمينة، قلبك النابض
بالحب محفوظ، الملاك الحارس يحمل لك البشائر، ويرى ما لا ترى، ويواسيك على كل
الأحيان، ألا تلاحظ أنك في لحظات الأسى، أو لحظات الشك، تقوم من جديد، وتغسل وجهك
من جديد، وتستقبلك يومك من جديد، وتستحم بأشعة الشمس الذهبية، وتتخايل حقول قمح الحياة
الصفراء الناعمة، وتهتز شجاً مع صفير الرياح الحاني.
عندما
تُحكم نواياك، وتضبطها وفق رسالتك في الحياة، وتُنَقِّيها من بذور الأسى والشكوك،
فإنك بذلك تُمَهِّد الطريق لحلمك المُشع على عوالم أخرى، ستستيقظ ذات يوم على نور
الحقيقة الوحيدة الموجودة، لن ترغب في الرجوع إلى النوم مرة أخرى، إنه خروج بغير
عودة، ستودع العجز والكسل، والشكوى والانتحاب، وستزهر بتلات زهرتك المقدسة في وادي
الخير والجمال، وستحميها بثبات مُتَعَمَّد، ستحرس نواياك، وتحرس كلماتك، وتحرس
حركاتك، وتحرسك حضورك، وتحرس غيابك، ستكون أنت ملاكاً حارساً.
أنا
أجزم أنك نويت وجربت وعايشت شيئاً من تجلي نواياك، لا مكان للتراجع هنا، لقد انحلت
العقدة، وسرت الطاقة في شريان حياتك، وتدفق العزم في روحك، وبت مصمماً بارعاً
للحياة، لا تَرَاجُع.
ترتفع
حينها لديك الثقة، وتنجلي عن مسارك أشباح الرعب، ستعتدل قامتك، ويستقيم ظهرك،
وتباعد بين خطواتك، وتمشي مرفوع الرأس، لا تَرَاجُع.
ستنفتح
شهيتك حينها للكلام عن إنجازك، ويتحرك في داخلك الإيقو، لا بأس مارس ذلك بوعي لا
بغفلة، وضع حداً مساوياً لبشريتك، وطَوِّع هذا النهم لنفع غيرك، ونقل تجربتك مُعَقَمَةٌ
قدر الإمكان من الزهو، لا تَرَاجُع.
ستفسر
نجاحك، وتقيم معرضك، وتُري الناس لوحاتك الرائعة، لا بأس استمتع بالجمال، وشارك
المعرفة، ولكن لا تبالغ في الشرح، ولا تُرجع السبب لشخصك، أنت محفوظ، ومُهَيَّأ،
ومزود بقدرات داخلية لم تكتسبها، بل هي مواهب جليلة، لا تَرَاجُع.
ستنتقل
بعد ذلك لحالة تشبه الامتعاض اللذيذ، عشها، تقبلها، تنفسها، ولكن لا تطل الوقوف
عليها فهي حمض أكَّال، سيهدم أركانك ويضعضعها إن لم تدرك نفسك، لا تَرَاجُع.
ستكون
شجاعاً، مقداما، مُحفزاً، صادقاً، مؤمناً بما تفعل، وبما تقول، ستكون أنت، ستتجلى
حقيقتك الكامنة، وتتضح لك الصورة الأكبر، لا تَرَاجُع.
ستعيش
نشوة الفرح، ستتوسع رؤيتك، وتتحول لمجتمع نابض بالحياة والمفاهيم العالية، ستنهدم
أسوار التردد والأصوات الهامسة بالبؤس، إنها لحظة الانعتاق من الصوت الجماعي
المريب والمتخثر، إلى الأصوات المغردة في سماوات الخَلَق، لا تَرَاجُع.
تعليقات
إرسال تعليق