ينبوع الجمال
ينبوع الجمال
صديقي
أنا لست مشفقًا عليك، بل عاتب أشد العتب، لماذا أنت هكذا! إلى متى؟
قم،
انفض عنك الغبار، أرم خزعبلاتك السامة في بئر العدم
كن
شجاعًا، تسامح، أغفر
كن
قويًا، لا تحمي نفسك بشكل مبالغ فيه، لا تتقوقع، أرفع رأسك، وسع حدقة عينيك، أفرد
صدرك، أشرق، أفرح، ابتهج، تحمس.
الحياة
تجربة
الحياة
حلوة
الحياة
تنفتح لمن ينفتح لها، وتنغلق لمن ينغلق عنها
لماذا
أنت قنفذ، لماذا كل هذه الأشواك المدببة، تحمي نفسك من ماذا! ومن من!
من
ماذا أنت خائف! ومن من!
أنت
تحمي نفسك من نفسك
أنت
تخاف من نفسك
أنت......
لقد
تعبت لن أدينك أكثر من هذا، لكن دعني أخبرك بسر صغير:
هذه
التدوينة للشجعان فقط.
اعلم
أنك عانيت كثيرًا، وصبرت كثيرًا، وتعلمت كثيرًا،
وتدربت كثيرًا، وتخليت كثيرًا، ووعيت كثيرًا، وبلغت ما بعد الوعي، وتشعر بالفراغ،
والخوف من العودة للوراء.
لا
تخف، ليس هناك عودة، أنت آمن جدًا، والفرح الموجود على الأرض يكفيك وزيادة، بل
ويفيض منك لغيرك، سآخذك في جولة صغيرة:
اركب
معي قارب الفرح
سنذهب
إلى جزيرة الأحلام
أخبرني
من أنت؟
ماذا
تريد؟
إلى
أي شيء تتوق؟
كم
تحمل في قلبك من الحب؟
وكم
تحوي جوانحك من الجمال؟
وكم
أعطيت؟
وكم
واسيت؟
وكم
عملت في الخفاء بأعمال النور؟
وكم
مرة انكسرت؟
وكم
مرة بكيت؟
وكم
مرة خذلت؟
هل
تدري أن مجموع هذا هو حياتك، هو أنت؟
هل
تريد أن تعجن كيانك بالآلام والهموم، أم تريد أن تنطلق في فضاء الاحتمالات الواسع؟
إنني
هنا والآن معك، نتحدث سويًا، أرى ما في قلبك، واسمع حسيس روحك، وأشعر بانفعالاتك
العالية
هدئ
روعك
بطء
سيل أفكارك
رشد
عواطفك
عطني
يدك
أنزل
معي لقد وصلنا.
دعنا
نتجول في الجزيرة قليلًا
هل
ترى هذه الأشجار العالية، والأحجار الضخمة، والزواحف والطيور، والألوان والروائح، هل
هناك عاقل يسأل نفسه، لماذا الأشجار عالية، ولماذا الأحجار ضخمة ولماذا هذه
الألوان والروائح؟ هي هكذا!
كذلك
الحياة، وكذلك الأحياء هم هكذا، صعود وهبوط، إقبال وإدبار، حب وكره، لماذا ترهن
قلبك الصغير لهذه الحقائق الجبارة، هي موجودة وحسب.
ها
قد وصلنا لينبوع الجمال
أخلع
سترتك
اقترب
اشرب
اغتسل
استلقي
مغمض العينين، وتأمل في الحياة، وتأمل في الجمال، وتأمل في السماح لكل مشاعرك
السلبية بأن تغادر الآن وفورًا
سامح
نفسك، سامحهم، عش الحياة كم هي
لا
تسمح لشيء بأن يعكر مزاجك
أنت
تقدم خدمة ما، تعمل على هواية ما، انتقدك أحدهم، وليكن أنت جميل ومستمتع ومتحمس
ومستمر
أنت
تخرج مع أصحابك، تحبهم، يحبونك، أنت متدفق وسعيد، صدر من أحدهم شيء لا يعجبك، وليكن
أنت جميل ومستمتع وحاضر، لا تغادر روحك، ولا تنقبض، ولا تكن في حالة طوارئ بشكل
دائم.
هذا
الاسترسال سيغمر حياتك بالأفراح، ويجذب لك جميع الأرواح، ويفتح لك الأبواب
المغلقة، ويسير بك في طريق النور، وسيجنبك المزالق، ويقوي قلبك وروحك وجسدك، وستشع
بالنور المبين.
أذكرك
مرة أخرى هذه التدوينة للشجعان فقط، فهل أنت شجاع؟
ينبوع
الجمال جنة الأرض، وبوابة السماء، وإلى أن تحين رحلة أخرى إلى اللقاء.
جميل أحسن الله إليك أ.تركي .. الله على الجمال وقيمة الجمال .. من روعة قيمة الجمال انه لايعقبها الا الايمان والتسليم .. استحضر هنا مشهد بلقيس لما رأت جمال الصرح الممرد من القوارير و مشهد نسوة المدينة لما رأين جمال يوسف .. فاذا كنا نرى الله ونسلم له باثر الجمال ، فنحن بالجمال أكثر استبصاراً لذواتنا .
ردحذفمشاركة قيمة أشكرك
ردحذفرائع .. أثرها كان رائع وحقيقي
ردحذف