معراج الروح
وهل
تظن أنك خُلِقْت هكذا كي تذبل من الخوف والمحاذير الكثيرة، وهل ستصمم حياتك وفقاً
للنماذج البالية، والتي تسجن الروح في قفص من نحاس أصفر!
لقد
قُدِّر لك كإنسان، كروح، ككائن فريد أن تسمو، وتصعد روحك لأماكن لم يصلها مخلوق،
أنت مهيأ للنمو والتوسع والتمدد والانتشار اللانهائي، فلماذا تكبت نفسك تحت سقف
التوقعات، وتتسكع على جسر المخاوف، وتربط نفسك بعلل البشر، ما لك ولهم، دعهم يخوضون
في الحق والباطل، ويسب بعضهم بعضاً، وفي المقابل مخاوفك أنت دعها تمر وتذهب، لا تقف
عندها، ولا تحلل أسبابها، ولا تدرس نتائجها، هي موجودة وحسب، دعها تغادر، لا تتورط
معها في حوارات عقلية مسيلة للدموع، ولا تتخذ قرارات مفصليها بسببها، فقط دعها
تأتي وتذهب حتى تمل من برودك.
هل
تحب نفسك؟
أصدقني
القول، لو كنت تحب نفسك لما ضيقت عليها، وزاحمتها بالقلق، وأجهضت أحلامها بالنظرات
السوداء.
هل
تحب نفسك؟
لماذا
إذن تريد أن تتحكم في الحياة، وتسيطر على مجرى الحوادث، أنت كمن يتعلق في ذيل القطار،
ويجره للوراء ظناً منه أن القطار سيتوقف، أو يغير مساره!
كم
تهدر طاقتك، وتشد أعصابك، وتزهق روحك، وترهن حياتك لهلاوس السكك المظلمة!
معراج
الروح له بداية، ستحسها، ستتعرف عليها، ستشم رائحتها، سيتغير فيك كل شيء، ستتطهر
من كل شيء، ستتخلى عن كل شي، ستكون جديداً كلياً لتظفر بهذه الرحلة العجيبة.
من
قال لك أن الحياة يجب وينبغي ولا بد أن تسير وفق هذا الطريقة أو تلك، لماذا تؤجل
هذا العروج المبارك، لماذا تتهرب من السمو والعافية!
اطرح
الأسئلة المفيدة وهي:
من
أنا؟
ماذا
أريد؟
لماذا
أنا خائف؟
لماذا
أنا مشدود الأعصاب؟
لماذا
أشعر بضرورة حماية نفسي؟
لماذا
أريد أن أرتب أحداث الحياة؟
لماذا
أضع سيناريو عقلي للتعامل مع الأحداث غير المرغوب فيها؟
متى
سأعيش؟
ولا
تعلق أيضاً عند هذه الأسئلة، فقط تأملها قليلاً ولتكن أجابتك بالأفعال لا
بالنقاشات المطولة!
هل
تعلم أن خوفك، قلقك، تحفزك هو الذي يزيد الأمور سوءاً، أنت مصارع، والمصارع خُلق للحلبة،
حياتك حلبة، لماذا لا تغير هوايتك وتكون بستاني، كي تتحول الحياة إلى حديقة من
الزهور، تتمشى فيها، وتشم عبيرها، وتستمتع بشمسها، وترقص مع غيماتها، حتى إذا أُذن
لك بالعروج وجدت معراجك جاهزاً ينتظرك.
وعندما
تصعد لهذا المعراج وفي المرة الأولى ستذوق طعم الحياة الكثيف، وستعلق في دوامة
العجائب الكونية، وترى القوانين بوضوح، وتنسجم مع الخلق أجمع، وستطير حيث شئت، سيكون
للصمت معنى، وللكلام مبنى، وللأثر نور ساطع، وأخيراً جاءت اللحظة المنتظرة، لحظة
الخلود:
ستسمع
صوت الأبدية يهمس في أذنك بأن كل شيء على ما يرام، وأنك لا خوف عليك ولا تحزن.
جميل جدا
ردحذفيجمل حالك
حذفانت تسأل : هل تحب نفسك ؟ وسؤالي للنفس هو : كيف استمتع بحبك اكثر ؟ ☺️
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
حذففقط تعرف عليها
حذف