الحياة وردة🌸

الحياة وردة

الحياة وردة متفتحة

وهل رأيت إنسانًا يسأل الوردة لماذا أنتِ متفتحة؟!

ولماذا رائحتك جميلة؟!

ولماذا لونك وردي؟!

ولماذا أنتِ عبارة عن طبقات، ولك جذع وجذر وبذر؟!

نحن لا نطرح هذه الأسئلة ولا غيرها على الوردة

نحن فقط نستمتع بمنظر الوردة، ونستبشر بتفتح الوردة، ونفرح بمرأى الندى على خد الوردة.

إن ذلك يشبه إلى حد كبير تدخلات العقل والسماح له واستخدامه وتوظيفه في التحكم في الحياة، وتفسير الشعور ومحاولة تضبيط كل الأمور!

عقولنا مشتعلة

عقولنا سريعة

عقولنا تلهث

لقد أُصيب الناس بداء الرغبة في التشافي من كل شيء، هنا والآن

وذلك عن طريق تحليل كل المشاعر، وفهم كل المشاعر، والتعامل مع كل المشاعر!

مع أن الشمس تشرق، والغيوم تتجمع، والمطر ينزل، والشجر ينمو، والطبيعة الجبارة تشق طريقها باقتدار خالد.

تريد ألا تخطئ في قول أو فعل

وتخاف أن يمسك أحد بأذى

وتجمع عليك ثيابك وتصم أذنيك، وتخلو بنفسك لتحلل الحياة، وتفحص الأحياء

وتريد من عقلك الجواب على كل الأسئلة الكبرى، وهو مسكين حائر خائر القوى، لقد أنهكته كثيرًا، وجرجرته كثيرًا، وأغلقت عليه في الزنازين المظلمة لنفسك الولها.

العقل أداة لفهم العلم، وتحليل المواد وإرجاعها لأصلها الأول، وفصل الجزئيات من الكليات، ونفع العالم بالمخترعات

لا لتحليل الهموم الداخلية، وبث المشاكل للخارج

عندما تعاني الآلام، فأنت تبحث عمن يسكنها، فتلجأ للمجتمع فتعذبه ويعذبك، ثم تأخذك رحلة البحث عن الذات فتضيع أكثر، ثم تلجأ لحبيب عاشق فتحرقه ويحرقك!

هيه كف عن فعل هذا.

لماذا تسجن عقلك، أطلق سراحه

بربك ألست متعبًا جدًا

عقلك يئن تحت وطأة عواطفك الثقيلة

حرر عقلك، اسمح له بالخروج دون عودة

لينام، ليستريح، لكي لا يبالي

ليتمشى في الجوار، ليتأمل، ليحلم، ليتفنن، ليخترع، ليفوز.

استخدم العقل فيما وجد من أجله، واسمح لمشاعرك بالخروج وتحمل ألم ذلك، واستمتع بيومك، ولا تفكر في المآسي، ولا الجروح القديمة ولا الجديدة، أنت مزود بحماية، وقادر على التكيف، ومهيأ للاغتسال الروحي والنقاء العاطفي.

ولعلك تسأل وكيف أسيطر على عقلي؟

وهذه هي المشكلة، الرغبة في السيطرة، لقد عَمَّدت عقلك كمتحدث رسمي عن قلبك وروحك وعاطفتك، ووليته زمام حياتك الظاهرة والباطنة، وكأنك لا تمتلك سوى هذه الأداة!

العقل لم يوجد كي يحل محل القلب أو العقل أو العاطفة

تحلى بالهدوء التدريجي، عقلك لن يوافقك سيعمل وينهرك، ويطالبك بالنهوض وإصلاح العالم، وترتيب أحداث الحياة كي تتوافق مع مزاجك، ولا تكدر خاطرك

سيركلك، سيسخط عليك، لا عليك، فقط كن هادئًا وشاهده وهو يتلوى كالأفعى العمياء، سينظر إليك النظرة الأخيرة، وستنفجر ضاحكًا على يأسه البارد، لقد نجوت ونجا عقلك.

خذ هذه البشارة، عندما تتشجع ويكف عقلك عن الثرثرة الدائمة، ستنتعش حياتك في كل المجالات، ستولد من جديد، ستستقبل روحك الإلهامات، ستميل عواطفك صوب النسيم، ستشم عبير الوجود، وتخلد في نوم ناعم عميق، وتصبح على دوي الفراشات وخيوط الشمس الذهبية تداعب عينيك الواعدتين، لك المجد، لك مني قبلة.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خريطة الوهم، تسمية الأشياء بغير أسمائها

متاهة العقول المتورمة "تضخم الجسد الفكري ودمية ماتريوشكا"

الفطر الحكيم🍄