مصابيح الروح🪔
الروح
تعمل بطريقة عجيبة، طريقة تختلف عن عمل الشعور والأفكار والأعمال والعادات، الكثير
منا يعيش في غفلة، يعيش في انفصال عن روحه، هو مسكوب في قوالب ذهنية وشعورية جامدة،
مكررة، قديمة، تحاول أن تثبت بشكل دائم أنها هي الحياة، هي الطريقة الصحيحة، ولو
كانت كذلك لما تجمع حولها الخلق، وحاولوا تفسيرها وتبريرها وتكرارها وترسيخها
وتوريثها والذود عنها بكل ضراوة المتمسكين بحبل النجاة!
بماذا
يتميز الحكماء، بأي شيء يختلف العارفون، من هم هؤلاء الذين يسكنون مخيلتنا، ويوحون
لنا بأننا نهرب من الحياة، ونعيش في ظل الحياة، وأن الحياة الحقيقية لم تبدأ بعد؟
هل
تدري ماذا أقول؟
إن
تصميم الحياة الحقيقي والواضح والبسيط لا يتطلب كل هذا التكرار ولا التمسك ولا الضراوة،
إنه يتطلب شيئاً واحداً فقط، وهو الاسترخاء، إراحة الأعصاب، هدوء البال، التعرف
على الذات من جديد، تحسس البيئة المحيطة من جديد، فهم الزمن الذي تعيشه من جديد،
فتح أبواب الروح المغلقة، فرد شراع الحياة المنساب، السير في سياقك الروحي الخاص.
لا
تعارض أحد، لا تختلف مع أحد، لا تشير بسبابتك في وجه أحد، لن يضروك، اسمح لهم بخوض
تجاربهم الخاصة، أي فكرة تعارضها ستهجم عليك، أي مشاعر تقاومها ستستيقظ فيك، أي سلوكيات
ترفضها ستظهر لك، أمض حيث تؤمر ولا تلتفت.
عمرك
خمسة وثلاثون سنة لو كنت منذ عشرين سنة لا ترمي أي شيء من مسكنك، ملابس، أغراض،
أثاث، لما استطعت أن تتجول في مسكنك من الكظيظ، تخلى عن الأفكار غير الخادمة لك،
رأسك الصغير مزدحم بالخردوات، أفكار عقيمة، قديمة، بالية، سببت لك عسر في التفكير
وانسداد في الذهن، ألفظها، تخلى عن الأفكار الكثيرة، امتلك مساحات عقلية خالية، بيضاء،
فضاء شاسع يمكنك العبور من خلاله لعوالمك الجديدة، المفيدة، الرائعة.
أخدم
الآخرين، تعاون مع الآخرين، عندما تتصل بروحك، ولا تعارض العالمين، وتتخلى عن الأفكار
والقوالب ستكون عضواً بريئاً، نافعاً، جميلاً، ستكون إنساناً، ستخلق عالماً وردياً
متألقاً.
ستمر
بك أوقات كثيرة، كثيفة، مترفة، عالية المزاج، تمكنك من رؤية مستقبلك، حيك الجديد
المشرق، علاقاتك الجديدة السعيدة، أعمالك القليلة المركزة، طفراتك الصحية والروحية
والفكرية التحويلية، ستبدع حياة ذهبية يتمناها العالقون في شبكة الحياة الحديدية.
اسمح
لي بأن أهمس في أذنك بكلمة صغيرة:
عندما
تضيء في داخلك مصابيح الروح، سينطفئ كل البؤس، والضلال، والتردد، والتيه،
والتعرجات غير المفهومة.

تعليقات
إرسال تعليق