بابا نويل المصلوب🎅"كلهم ضحايا فمن الجلاد"

 

بابا نويل المصلوب

كلهم ضحايا فمن الجلاد

كثير من الناس يصف نفسه بأنه شخصية معطاءة نبيلة، وأنه ضحية، وأنه لا أحد يقدر جهوده، والسؤال المهم:

لماذا كل الناس يزعمون هذا الزعم؟

إذن من الجلاد في المسألة!

وهذا يدعونا لأن ندقق أكثر، ونتعرف على دوافعنا أكثر

إذا كان العطاء غير المتوازن من قِبَلك سببه رغبتك في كسب تعاطف الآخرين، أو استخراج مدحهم، أو اعترافهم بك والسماح لك بأن تكون موجوداً في الحياة! فاعلم أنك ستعاني كثيراً، وتتأذى كثيراً، وتلدغك الكثير والكثير من الأفاعي، وتشكو الناس وتغير الزمن، والحقيقة أنك أنت السبب

ومن طلب منك أن تعطي وتعطي ولا تأخذ؟

ومن طلب منك النصائح المجانية الباهتة؟

وكيف ترقص حافي القدمين على رؤوس الأفاعي وأنت لم تتقن بعد هذا الفن؟

وما دخلك في الناس أصلاً؟

أنت طفيلي، توقف عن فعل هذا، العطاء المتوازن تحدثت عنه بإسهاب في كتابي: ((لماذا لا يسقط لاعب السيرك)) "مطبوع"، وكتابي: ((نظرية الطاولة النظيفة))، الذي يهمني هنا هو أن الأفاعي ستلدغك بشدة يا صاحب العطاء غير المتوازن!

أعرف مصلحتك جيداً، أعط نفسك أولاً، حتى تستطيع أن تعطي غيرك بوعي، أنت الآن تعطي ولا أحد يعطيك بالطريقة التي تراها أنت، ومن ثم تستاء، إلى متى؟

افهم نفسك، أعرف ما تريد، أعرف بيئتك وما الذي يمكن أن تتبادله فيها، وانظر لمعاملتهم لأنفسهم أصلاً!

وأيضاً أعترف بأن الناس مزاجيون، وإن لم تكن على مزاجهم فلن يعطوك، إنها حقيقة بسيطة، لا تجعلها تشعرك بالانزعاج، فقط توقف عن التهافت عليهم، ولا تسمح لهم بأن يستغلوك، وإن أعطيت فأنت تعطي بمحض إرادتك من دون انتظار عائد من أصحاب النفوس الملتوية، كن مباشراً وأطلب ما تريده بشكل مباشر، قل للأسوياء منهم ما تتوقع الحصول عليه، أخبرهم بما تشعر به وما تريده، إذا غضبت فَعَبِّر عن غضبك، لا تتظاهر باللطف المزيف، توقف عن الهجوم الخفي والذي يتخذ صورة نقد بنَّاء! وأفضل من هذا أن تتريث حتى يذهب الغضب؛ ومن ثم تعلن أن هذا الفعل أغضبك.

ركز على الداخل، اعتني بنفسك جيداً، توقف عن محاولة نيل الاستحسان، لا تعكر صفو يومك بالتفكير في رأي الآخرين أو أفعالهم أو أخطائهم، فلن تحاسب عليها، ولن يلحقك ضررها إلا إذا حُمْتَ فوقها كفراشة بائسة، تعلم، تدرب، تطور، استثمر أموالك بدلاً من استخدام جاذبيتك، أو إخلاصك، أو مشاعرك النبيلة لدفع الناس إلى الاهتمام ببعضهم بعضاً، أو التصفيق لبعضهم بعضاً، لأن هناك من الناس من هو مثالي وليس همه نفسه بقدر ما يرغب في رؤية الناس من حوله أسوياء ورائعون

ضع أهدافاً ممكنة وحققها فالإنجاز حياة مستقلة مفعمة بالحضور والوعي، ولكن احذر أن تشتتك الاحتياجات والعواطف الملتهبة مرة أخرى، كن رجلاً آلياً واقعياً صِرْفاً لساعات طوال، تعلم طرق التفكير الصحيحة كي تحل محل المشاعر المتناقضة.

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خريطة الوهم، تسمية الأشياء بغير أسمائها

متاهة العقول المتورمة "تضخم الجسد الفكري ودمية ماتريوشكا"

الفطر الحكيم🍄