الحياة بِستْ والناس راقصون🕺💃 "الأنماط المختلة"


 الحياة بست والناس راقصون

الأنماط المختلة

كن موضوعياً، واقعياً، بعض الناس عاطفيين، مزعجين، مريبين، أصحاب مصالح، أنانيون وليكن، هي هكذا، تعامل معهم بحذر، لا تتعجب من غرابة أطوارهم، فأنت واحد منهم، تدرب عليهم، أقبلهم كما هم، وسترتاح وتتعاطى بهدوء وندية موزونة، لن تُسقط مخاوفك ونواقصك وشكوكك عليهم، ستفهمهم، "أفهمهم تحبهم"، أو على أقل تقدير تتعايش معهم.

نسبة الأمور الشخصية ضئيلة، لا تحمل تصرفات الناس على أنها مقصودة وتتعلق بشخصك، قَدْرٌ من ذلك صحيح، ولكن الغالب بخلاف ما تظن، هم يعانون، لديهم ضغوط، جروح قديمة، مخاوف يسقطونها على أقرب من يأتي في طريقهم، وهو أنت للأسف، تَنَحَّى قليلاً، تغافل قليلاً، انتق معاركك بعناية، لا تطير مع كل صيحة تحسبها عليك، وإذا كان من تواجهه خبيثاً حقاً، فإن عدم تعاملك معه بعواطف سيجعلك في موقع أفضل يُمَكِّنُك من تدبير الرد المناسب عليه، وتنقذ بذلك نفسك من مراكمة الآلام والمشاعر المرة.

الناس كالطبيعة أصناف شتى، كحال الأزهار أو الحجارة، هناك حمقى وأطهار، هناك موسوسون، وهناك مهووسون، هناك أنانيون، وهناك أهل شيم، هناك حساسون، وهناك باردون، ولكل عنصر من هذه العناصر دور يؤديه في المجتمع، لكن ذلك لا يعني ألا نواجه الإيذاء، ونضع الحدود المناسبة، بل يعني أن نملك بصيرة التعامل المناسب لكل حال ومقام.

تقبَّل التنوع البشري، لا تنزعج منه، تقبله كجزء من تناقضات الحياة، "أفهمهم تحبهم"، تحبهم يحبونك.

تعرف على أنماط شخصيات من تتعامل معهم، وعلى هذا الأساس ستختار الرقصة المناسبة، فالحياة بِستْ والناس راقصون، فلا تأخذ الأمور على محمل الجد دائماً!

المنجزون أختصر معهم الحديث، وأدخل في صلب الموضوع

المثاليون أغرقهم في التفاصيل

العاطفيون احتضنهم وأبدأ السالسا الإسبانية

النرجسيون دللهم بالمدائح

إن شككت في عدوانية أحدهم، فأبدأ بحسن الظن مع الحذر، فإن ارتاح لك فذاك، وإلا فاهرب.

العدواني الظاهر تجنبه بكل سبيل، وإن اضطررت فلا تعاديه أبداً، ضع مسافة كافية، وتدابير لازمة، كن رمادياً لا تمدهم بالطاقة التي يحتاجونها للعداء فهم جاهزون وهذه منطقتهم الأثيرة، وخبرتهم فيها واسعة، وهذه مجرد أمثلة، وإن أردت أن نتوسع فخذ هذه التفاصيل:

الملاكم يهجم بشدة، أنظر في عينيه مباشرة، كرر اسمه إلى أن يسمعك، أطلب منه التوقف مع مناقشة الأمر عندما يكون بحال جيدة، إذا كان الحق معه فاعترف له به بكل وضوح، وإن كان مُبطلاً، فهو يحتاج إلى الجلجلة في الحلبة، والحلبة تحتاج إلى جمهور، والجمهور يحتاج إلى ضحية تتلقى اللكمات، فلا تكن أنت الضحية، بل غادر بكل هدوء مُخَلِّفاً وراءك الغباء في أجلى صوره.

قافز السياج يتنقل بين موضوعات لا صلة بينها، لأسباب لا تعرفها، قد يكون مُختلاً، أو أنه يرمي لهدف بعيد غامض ويجرك خلفه، في كل الأحوال أنت من سيخسر، لذلك كرر كلماته، وتظاهر بمحاولة ربطه بالموضوع الأصلي، إلى أن يستقر على موضوع واحد.

الظريف يطعنك بالنكت السامجة من تحت الحزام، يتغطى بالفكاهة للتأثير على صورتك أمام نفسك، أو أمام غيرك، لغايات خسيسة، إنه جبان ورعديد، أنظر في عينيه مباشرة، وليكن هدفك هو جره من جحره المظلم، كي يُجهره النور، يقول أوريسون سويت ماردن: ((التحكم في الذات هو الجوهر الحقيقي للشخصية، فالقدرة على النظر مباشرة في عيني رجل ما بهدوء وروية، دون أن يظهر عليك أي قدر من الانزعاج نتيجة التعرض للاستفزاز الشديد، تعطي إحساساً بالقوة أكثر من أي شيء آخر، إن الشعور دوماً، وليس في بعض الأحيان بأنك سيد قرارك يكسب شخصيتك هيبة وقوة يدعمها ويشجعها في جميع الجوانب أكثر من أي شيء آخر، وهذا هو ذروة سيطرة العقل))، قل له وما الذي ينبغي علينا فعله كي نكون بأحسن حال، قد يكون من المعجبين بك، ويريد إشعارك بوجوده، أخبره بكل وضوح أن هذه الطريقة لا تروقك، وقد يكون خبيثاً، أطرح عليه السؤال التالي: وما علاقة ما تقوله بالموضوع، أطرح السؤال بوجه ينضح بالبراءة، أنت فقط تسأل، إذا تراجع أخبره فقط بأنك تريد النقد المباشر المفيد، لا الاستتار وراء دخان النكات.

تذكر اطرح عليه سؤالاً عن المفروض، قد يكون مُعجباً بك، ويريد لفت انتباهك، قدِّره، أخبره فيما بعد أن أسلوب اللعب في الخفاء لا يعجبك، وقد يكون كما قلنا خبيثاً، ألتفت إليه، كرر ما قاله بهدوء، أسأله عن علاقة ما يقوله بالموضوع، أنت تحمل وجهاً بريئاً مستفسراً، أطلب منه النقد الواضح في حينه بشكل مباشر بلا التواء.

المعاقب بالصمت هناك من يعاقب نفسه، ويعاقب غيره بالصمت الطويل، في الغالب أن فهمه مغلوط، وظنونه سيئة، تَحَلَّى بالصبر معه، اطرح عليه الأسئلة، أخبره بنواياك كي يطمئن، أسأله عن سبب صمته، أخبره بعاقبة ذلك عليه وعليك، وعلى العمل المشترك، لا تؤنبه فهذا من أعظم أسباب صمته، إنه خائف أكثر مما تتصور، أشفق عليه.

المتشائم هو فرصة تدريبية للتحلي بالإيجابية، بالرغم من وجوده، كذلك المتشائم قد يرى المخاطر فلا تنكر ذلك، لا تمنعه من هذه النظرة السوداوية، ولكن تدرج في أخذه للعمل رويداً رويدا، عدد عليه المخاطر حيث أن هذه منطقته الأثيرة، ثم أعطه الحلول والتطمينات، فإن بدأ العمل فهو صادق وإلا فأهرب منه، لماذا؟ لأنه سينهك عقلك، ويسمم روحك، حقيقته أنه غير مبدع، وخياله ضحل، سيشكك في عقلك، وإن كان هناك فريق، فسيفرقه بمخاوفه وظلامه الذي لا نهاية له، لذلك أنشر أفكارك النيرة بين الناس الطبيعيين، والذين سيمدونك بتغذية راجعة، أو يؤيدون أفكارك، أو يخالفونها بمنطق، فإذا ما وصلت الفكرة للمتشائم لم يجد له حلفاء ليسفِّه أحلامك.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خريطة الوهم، تسمية الأشياء بغير أسمائها

متاهة العقول المتورمة "تضخم الجسد الفكري ودمية ماتريوشكا"

الفطر الحكيم🍄