خريطة الكنز
خريطة الكنز
خريطة
الكنز باختصار هي تصوراتك عن الحياة، هي معتقداتك عن الحياة، هي مفاهيمك عن الحياة،
إن دقة هذه التصورات والمعتقدات والمفاهيم يعتمد اعتماداً كلياً على إرادتك، لا
على شيء آخر، أنت الباب وأنت الصندوق، وأنت المفاتيح، حواسك، مشاعرك، إطاراتك
الفكرية تقوم بحراسة كيانك من التغيير، أو التفكير، أو حسن التدبير، حلقاتك
المفرغة ترسمها بيومياتك وقراراتك وعلاقاتك، أنت جذاب جداً لمن يشبهك، ومن يشبهك
يدخل عالمك بسهولة، ويصادق على تجاربك بجد، ويساعدك على النهوض أو الهبوط بحسب
إفادة تصوراتك ومعتقداتك ومفاهيمك من عدمها.
إنك
محاط بالظروف والخبرات والعلاقات التي تؤكد ما أنت فيه، وما أنت عليه، وتطبطب عليك
أنه ليس في الإمكان أفضل مما كان، وأرقد عليك ليل طويل!
قليل
جداً من البشر من ينفذ بجلده من هذا الأسد المفترس، أسد العقول والقلوب، الذي يمزق
حياة المستسلمين لما يظنونه واقع، وحياة ينبغي أن تُعاش هكذا.
الواقع
واقعان والخريطة خريطتان، واقع فعلي، وواقع تظنه الواقع، وخريطة فعلية تمثل
التضاريس بالضبط، وخريطة في ورقة مهترئة وممزقة من أطرافها تحملها معك حيثما حللت،
بل وتسمح للآخرين بالاطلاع عليها والسخرية من قدمها!
خريطة
الكنز التي أشير إليها هنا ليست من الذي سبق في شيء، هي خريطة نقية، أصلية،
حقيقية، موجودة، مفيدة، واسعة الأبعاد، مترامية الأطراف، تحمل بوصلة هادية،
ورادارً صافٍ جداً، لا يسمح لأي جسم متطفل بالاقتراب.
خريطة
الكنز حكاية عن كنزك الداخلي، عن أصلك الأول، عن روحك المنفتحة على جميع
الاحتمالات، إنها خريطة مرنة، قوية، متينة، تبني نفسها بنفسها، ترمم ذاتها بذاتها،
تواصل الإنتاج والعطاء، ولا تتخلى عنك في متاهات الحيرة، ودروب الشوك.
خريطة
الكنز مصدر دفء وأمان، ومركز حب وحنان، وجملة مفاهيم عصرية متناسقة، تغيب عنك
لتنعم باليوميات البريئة، وتبزغ لك في حالات الاضطرار، أو حتى الاختيار.
خريطة
الكنز هي التعبير الصادق عن الوضوح، الوضوح قيمة غالية، الوضوح مطلب عزيز، يلف
الغموض الكثير من الحيوات، ويسرق الأعمار، وتتطاول السنون وبعضهم لم يبرح مكانه،
ولم يكسر حلقته، ولم ينفض غباره، لأنه يرزح في سياج الغموض.
نسمة
هواء بارد تلف حياتك الشفيفة، وأنت تحمل خريطة الكنز المستور، روحك ذكية، جسدك
ذكي، تطلب بوضوح، تعتزل ما لا يلائمك، تأتي في الوقت المناسب، ترحل في الوقت
المناسب، تتكلم بالكلمات القليلة الواضحة المركزة، تفهم المواضيع المهمة، تنسى
الترهات، لا تُستجر للهيب الخصومات، طريقك واضح وليس في خريطتك مجال للترهات، ولا
درب للخصومات، فعلام العجب.
خريطة
الكنز ليست ثابتة ولا متغيرة، بل متساوقة مع مجالك الحالي أياً كان، وتمدك
بالإلهامات المناسبة لمكانك وزمانك وحالك.
خريطة
الكنز ليست مشتركة، الخرائط المشتركة تعني طريقاً واحداً، نمطاً واحداً، شكلاً
واحداً، نتائج متشابهة، جيتو مكتوم ومحكم الإغلاق!
الخرائط
المتوارثة قد تحمل شيئاً من الحكمة، وفيها ما يفيد، ولكنها تتحول إلى قيد ثقيل في
رقاب الورثة المساكين!
خريطة
الكنز مُفَاجِأة، لا تستغرب عندما تعطيك طريقاً لم يَدْر بخلدك، ولم تتوقع يوماً
ما أنك ستسلكه، هذا الطريق بالذات طريق المعجزات.
لا
تفرض على خريطتك طريقاً عقلياً جافاً لا يشبهها، ولا تأنس به، ولا تتجاوب معه، كي
لا تتمزق خريطتك لا تُحَكِّم عقلك إلا بالمقدار المفيد.
لا
تخف عندما يتم تغيير الطريق في آخر لحظة، كلما كانت خريطتك أصلية، فطرية، متجددة،
كلما كثرت الهامات اللحظة الأخيرة، بل وتغيير المسار بالكامل، كن فناناً في التخلي،
وستغمرك خريطة الكنز بأروع صور التجلي.
تعليقات
إرسال تعليق