حفلة تنكرية "التمويه"
حفلة تنكرية
"التمويه"
هل مللت من البيئات المزيفة:
"أقنعة-مجاملة-وعود جوفاء"؟
هل تعبت من المتنمرين والذين لا يردعهم أحد؟
هل أنت في بيئة طوارئ، أم
بيئة تطور؟
لا أحد يريد أن يظهر
بصورته الحقيقية، وللناس في ذلك أسباب، ولهم فيه مذاهب، لا تركز على الكلمات
والتصريحات والادعاءات، فخلف المزمجر قلب خائر، وخلف المُتوعد قلب جبان، وخلف
المغرور قلب يشعر بالنقص، وخلف المتزمت قلب لعوب، وخلف الصاخب قلب حزين، وخلف
التقليدي قلب يتوق للتجديد، وخلف المتواضع قلب يتوق لرفس العالمين، وخلف التجنبي
قلب يتوق للشهرة!
دعهم يمارسون مسلسلاتهم
الجوفاء، وأنت على خشبة المسرح لا كناقد، بل متسلٍ، وحينما يأتي الوقت للدخول في
العمق، للشراكات المالية، أو الاجتماعية، أو الثقافية، فأنت كخبير لا تنطلي عليك
الأحابيل، فتوظف كل شخص في مكانه المناسب، لا تتضايق من هذه البهارج فالحياة حفلة
تنكرية ممتعة.
لا "تُسَلِّك"
للناس، فهذا عيب ولا يليق، لأنك لا تحب أن تُعامل بهذه الطريقة، ولكن هناك صنف من
الناس يحب أن تطريه بشكل دائم، أن تغذيه بالكلمات التي تثبت وجوده، لا بأس أعطه ما
يريد وكن صادقاً في ذلك، ففي كل إنسان شيء جميل من بين الركام، أخرج الماسته
وقدمها له، كي يُخرج للعالم أفضل ما فيه، أنت تخدم المجتمع إذا أخذت بيد أبنائه،
لا تخالفه كثيراً، توافق معه حتى في الميول، ستجد في اهتماماته ما يثير فضولك، لا
تكن أنانياً، ولا تفرض نفسك ولا هواياتك، يقول جول مازاران: ((باعد بين زياراتك كي
يكون لها قيمة، وحضِّر لما سيكون موضوع حديثك بحسب ميول محدثك، دع كل واحد يعتقد
بأن لديك نفس ميوله))، ويضيف مازاران بأن من الناس من إذا ما طالت الجلسة ترتبت
أفكاره وتحدث بطلاقة وظهرت حكمته، وبعضهم تظهر للوهلة الأولى ثم يبدأ في التراجع والتخبيط،
إذا كنت من النوع الأول فقلل لقاءاتك، ولكن إذا حصلت فطولها، وإن كنت من النوع
الثاني، فكثر لقاءاتك، ولكن اختمها سريعاً فور ما تترك انطباعاً حسناً، وأضيف
أيضاً أنه كلما طالت الجلسة ظهر من الناس جوانب غير جيدة، وتذكر اللقاءات التي
جمعتك بأناس تكونون في أول الليل في نقاشات ذوقها رفيع، فإذا امتدت السهرة، ظهرت الدمامات
وأنواع الإسفاف، لماذا؟ لأن النفس تُخرج أفضل ما فيها، فإذا انتهى المخزون الجيد لم
يتبق سوى الرديء من الشعور والقول فبدأت تهذي.
أنت تبحث عن صالحك
وصالحهم، لا عن التلذذ بهذه الرقصة الصوفية، لا تكثر من الدوران برأسك المائل
المستجيب لأمزجة الناس والمتماهي معهم، فمن شأن هذا أن يسلبك شخصيتك، كن حصيناً،
وإن كنت لا تستطيع التوازن وشخصيتك ليست مكتملة بالشكل الكافي فدع الخلق للخالق،
وتوقف عن الدوران فوراً؛ لأنك ستسقط مغشياً عليك، حتى وإن كنت تتقن هذه الرقصة لا
بد وأن يأتي يوم، وتَكُفَّ عنها فأنت لم تُخلق لهذا، وليست كل المجتمعات بحاجة
لهذه الرقصة، وحتى مجتمعك إن رأيت فيه هذا الاحتياج فهو إلى حين، وبعدها تعود
الطبيعة لعادتها، وتكون أنت بحاجة لمن يرقص حولك، توقف واستمتع في الحالتين، إن
الهدف هو تحسين الحياة، ولو لفترة بسيطة فبعض المجتمعات تضيق ذرعاً بالإصلاحات،
فتعاون معهم حتى تستيقظ فيهم نوازع الغابة، وينافسوك وتبدو تلك الأنياب في
الظهور، لأنهم يرونك بعين طبعهم، ولا يستطيعون أن يتصوروا أن هناك من يفكر بالصالح
العالم لا بالمصالح الضيقة، يظنونها قطعة من اللحم يجب أن ينتهبوها، ولم يعلموا
بأنها مسؤولية وتكلفة، وليست تشريفات أو حفلة شواء! حينها توقف عن الدوران حولهم
ودر حول نفسك.
أحياناً تبلغ بعض الصداقات
أو القرابات أو أماكن العمل حداً في السذاجة لدرجة أن يُسهم فرداً واحداً في
تفكيكهم وتشكيكهم في أنفسهم، هنا يأتي دورك إن كنت قادراً عليه، لكن تذكر أن هدفك
ليس برمجتهم، ولكن الناس يحتاجون من ينقذهم من الشخصيات المضطربة في بعض الأحيان،
فإذا قمت بهذا الدور، فهم أمام طريقين: إما أن يواصلوا المسيرة الجيدة التي
تحميهم، وهنا استمر في رقصتك، وإما أن يتلاحسوا مع جلادهم الأول، أو على أقل تقدير
مع أفكاره الأنانية، هنا أنفذ بجلدك، ودعهم في معركة المجهول، ليس بالضرورة أن هذا
نابع من نقص فيهم، بل قد يكون لظروف خارجة عن سيطرتهم، أو لأنهم أقل خبرة، هذا
دورك، قم به، ولا تتنصل منه، ولكن كن على استعداد لترك المقود لمن هو أجدر إذا لزم
الأمر، فهذا يدل على أن هدفك الصالح العام لا الحظوظ الشخصية، أو دعهم لنيرون كي
يحرق روما، ماذا تفعل فقد دخت من الرقص، وآن لك أن تستريح، ولكن لا تبخل عليهم
بالنصيحة بشرط أن يطلبوها، ولا تبخل عليهم بالمساعدة بشرط أن يسألوها، كي لا تعكر
صفوهم، لأنك قد تكون في مجتمع طوارئ وعلاج، لا في مجتمع تطور ووقاية.
مجتمعات الطوارئ تحتاج للحفلة التنكرية، مجتمعات التطور لا تحتاج لشيء لأنها حقيقية فكن فيها على حقيقتك، لا تخلط بين المجتمعات، لكل مقام مقال، ولكل بيئة رقصة، ولكل حياة مزاج، استمتع يا صديقي.
خير الكلام ماقل ودل وناقش المجتمعات بمستوي افكارهم وليس بمستواك الاعلي
ردحذفمستواك وفهمك اوصل به افكارك اليهم
وحادثهم بما يليق بهك ومايفهمونه منك
لاتطل في حديثكرفي اي ممان وقلل منه
تكن محبوبا وتكن كما يريد الناس
الاطالة تخلق النلل
أبشر
حذفمن فاطمة عبد الله سعيد رحمنجي
ردحذفالجميع يحب لبس الاقنعة معظمها ليقنع نفسه بما هو يريد او بما يحب ان يكون
فتقلب الثانية علي الاولي
ومنهم من يلبس القناع لفترة قصيرة حتي يطرد مخاوفه الداخلية
ومنهم من يحب الزم بما يشبه المدح وهذا زوقه عالي لايحب ان يجرح احد
تفصيل دقيق،،
حذف