الورقة البيضاء

 

الورقة البيضاء

ككاتب أتعامل مع الورقة البيضاء كإنسان التقيه لأول مرة، واعلم أني لن أراه مرة أخرى، لذلك أتعامل معه بلطف ورقة، وامسح على ظهر الورقة بتودد، وانظر إليها كشاطئ جزيرة بِكر.

الورقة البيضاء تغري بالمعاني الفوق عقلية، إنها تطلق العنان للخيال الجامح الذي تخلص من كل القيود كخيل شديد السواد ناعم الشعر يشق الهواء إلى نصفين.

في حالة الصفاء والتركيز تولد الأفكار العظيمة، وفي لحظات الاسترخاء تتولد الأسئلة المفتوحة، يتكامل النضج بتكامل التجارب، وتنفتح الآفاق النفسية للأرواح المتطلعة.

إن مقصورات العقل المتجاورة تتبادل حفنة من الأفكار التحويلية، إنها تقلب الفكرة الواحدة على كل وجه، وتصطحبها مكرمة من مقصورة لأخرى، إن بعض مقصورات العقل ترفض بعض الأفكار، لكنها لا تسيء التعامل معها، بل تقودها للمقصورة المجاورة في لطف، لكن العقول المكبلة قد أغلقت جميع المقصورات بالمفاتيح، وضيعت تلك المفاتيح، حتى إذا ما أرادت الأفكار أن تلمع وتضيء لم تجد لذلك الوميض سقفاً تنعكس عليه، فتطير الأفكار بعيداً إلى غير رجعة.

الجدية عدوة الإبداع، التزمت عدو النمو الطبيعي، الأجواء المنفتحة تغري بالاكتشاف مثلها مثل الورقة البيضاء، الأجواء المنغلقة تشبه الورقة الغارقة في مستنقع الحبر الأسود، الاعتيادية-اللاجدوى-شيخوخة الفكر مظاهر رائجة في سوق الفناء الرمادي.

التجدد-الجدوى-الاستنارة مظاهر رائجة في نهر الشباب الخالد.

الورقة البيضاء بشائر الحياة

الإبداع لا يفنى

الأعمال الأصلية القليلة هي التي تؤكد الوجود، وتعطي أصحابها والمتذوقون لها طعم الخلود.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قارب الحياة

التمدد البطيء

الأم تريزا المطرودة "عندما يغيب المنطق"