ساعتك الرملية⏳

 

ساعتك الرملية

الساعة الرملية فيزيائياً يتسرب منها الرمل الناعم من الأعلى إلى الأسفل ولا بد، بعد ذلك يتم قلب الساعة الرملية، فيبدأ الرمل الناعم بالتسرب من جديد من الأعلى الذي كان قبل قليل أسفل إلى الأسفل الذي كان قبل قليل أعلى!

فمتى يبدأ الأعلى ومتى ينتهي؟

ومتى يبدأ الأسفل ومتى ينتهي؟

هناك ساعات رملية تقيس الساعة وساعات رملية تقيس النصف ساعة، وساعات تقيس الدقيقة، وساعات تقيس نصف الدقيقة، وساعات تقيس فترات زمنية أطول أو أقصر حسب الحاجة، حاجة من؟

زجاجتان بعضهما فوق بعض وبينهما أنبوب يضيق إلى أسفل الأعلى، ومن أعلى الأسفل، ويتسع من أعلى الأعلى، ومن أسفل الأسفل كي يسمح لحركة الرمل الناعم بالانسياب في مدة دقيقة.

تؤثر مجموعة من العوامل على الفاصل الزمني وهي:

كمية الرمال

خشونة الرمل

حجم الزجاجة

عرض العنق

استقرار الساعة

هل يجب عليك الاعتراف بهذه الساعة؟

هل يجب عليك ضبط زمنك بها؟

هل لك ساعة رملية خاصة؟

كيف تتعامل مع ساعة الرمل خاصتك؟

بما أن الأمر كما وصفنا، وتتدخل فيه مجموعة من العوامل، فحياتك عبارة عن ساعة رملية لها زجاجتان تقلبهما ليلاً ونهاراً

كمية رملك

نعومة رملك

حجم زجاجتك

ضيق أنبوبك

استقرار ساعتك

طريقة وتوقيت تقليبك للزجاجات كلها عوامل تحت تصرفك، رياحك تهب أحياناً على غير ما تريد، لكن الشراع بيدك تملك أن تفرده وتملك أن تطويه.

الزمن ممتد أمامك وروحك تفهم ذلك وتعيه، وهي مرتاحة له غاية الارتياح، وفي الحقيقة أن الوعي نعمة باقية، بينما الإدراك نار تستعر، الوعي يجعلك تسبح في فضاء اللامتناهي، والإدراك يلهب ظهرك بسياط الظروف وسموم الأنفاس الساخنة.

الوعي يعطيك الصورة الشاملة، يحلق بك فوق السماوات البريئة، بينما الإدراك يغوص بك في أوحال الوقائع الهدامة، ولا يعني ذلك ذم الإدراك، بل يعني أول ما يعينه أن تهذب وحشية إدراكك بلطف وعيك.

إذا كانت لعبة الزمن عندك مكشوفة، فما يقضي فيه الناس أعوام تلتقطه في لحظة، وما يدمي الناس، ويكسر منهم العظام، يعبر فوق جزيرتك كَنَفَسٍ خبيث طيار، تنفخه فيتبعثر في الامتداد العظيم للزمن.

يقبل عليك الحدث الخضم، فيتحطم على أسوار قلعتك الحصينة

يأتي إليك مصاص الطاقة بأنبوبه الأجوف فلا يجد منفذا لروحك الحرة.

يحوم أمام بحيرتك الساكنة اللقلق المستفز، فتتخطفه تماسيحها الحارسة

إنك تسبق الضوء بخطوة، هي خطوة خروجك عن نفسك، براءتك من الكِبْر، خلوصك من التأنيب، فماذا بعدها سينهب الناهبون!


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قارب الحياة

التمدد البطيء

الأم تريزا المطرودة "عندما يغيب المنطق"