المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, 2020

هل أنا بخير؟

صورة
أنت لست بخير، إذا كنت لا تطرح مثل هذا السؤال، كلما حدثتك نفسك عن نفسك، فأنت ما زلت تشعر، وما زلت تحس، وما زلت صاحب تساؤلات مفيدة، أنت مهم، ومفيد، وموجود كإنسان فاعل، كروح مميزة، كقدر محُقق، ماء الحياة يسري في عروقك، ودماء التجدد تنضح بها حياتك، ولكن رؤيتك تحتاج إلى تركيز وتواجد في الزمان والمكان المناسبين. لا تستهن بأحاديثك الداخلية، هل تعلم أن حديثك الداخلي قد يبني لك مجداً وقد يهدمك، هل تعلم أن طرح السؤال المهم، في الوقت الصحيح، ينقلك إلى بُعد آخر، هل تعلم أن فيك كوامن قدرات معجزة لا تشعر بها، بالفعل يحق لك أن تسأل: هل أنا بخير؟ كرر هذا السؤال، وفرِّع عليه. هل أنا على الطريق المفيد؟ لا تقل هل أنا على الطريق الصحيح؟ هذا السؤال فاسد، لا يوجد طريق صحيح إلا في أذهان المثاليين، الطريق إما أن يكون مفيد، أو غير مفيد، ولا غير ذلك، والطريق المفيد له علامات، والطريق غير المفيد له علامات، من علامات الطريق المفيد أنه مطروق، وعليه آثار، وله دلائل، بينما الطريق غير المفيد غير مطروق، ولا آثار عليه، وليس له دلائل، قد يكون في أثناء الطريق المفيد دروب غير مسلوكه ولكنها مفيدة، جديدة، تفتح آفاقاً، و...

قطار الأفكار

صورة
كلنا نستقل قطار الأفكار هذا، نحن مسجونون في داخله، يذكرني ذلك بمسلسل "قطار الحياة" الذي يحكي: (أنه ومع تجمد الأرض حتى نواتها، يلجأ آخر البشر الناجين إلى قطار عملاق يدور حول العالم، لكنهم يعانون من التعايش معًا تحت رحمة توازن دقيق على متنه)، قطار الأفكار يمثل أمرين: الأول: أفكار العصر، أفكار العالم، أفكار مجتمعك، أياً كان تعاملك مع سياق الأفكار، فأنت تستقل قطار الأفكار، وحتى لو حاولت التفكير خارج الصندوق، فستفكر في صناديق أخرى، فإن كان تفكيرك محلي ستنتقل للتفكير العالمي الذي قد لا يناسب عقلك، أو عاطفتك، أو روحك، أو قدراتك، أو ظروفك، فالقضية ليست قضية تنقل بين مقطورات القطار، من الدرجة الاقتصادية، إلى درجة رجال الأعمال، فأنت ستظل داخل هذا القطار. الثاني: سلسلة أفكارك الخاصة، الدائمة، المستهلكة لك من دون نتائج، التفكير للتفكير، تربط بين الأسباب والمسببات بشكل مفرط، أو لا تربط، ترى علاقات بين أشياء ومفاهيم لا رابط حقيقي بينها، تتبع أوهام تظنها أفكار، تفكر طوال اليوم في موضوع لا يُدخل الفكر إلى عقلك، ولا النور إلى روحك، ولا المال إلى جيبك، ولا الطعام الساخن إلى معدتك، عقلك طاح...

الترتيب لماذا؟

صورة
الترتيب لماذا؟ منذ الصغر كنت أحرص على وضع الأشياء في مكانها الصحيح دون مبالغة ولا تقصير، بل أذكر أنه لما ينصرف الضيوف وأسرهم من منزلنا كنت أجوب المنزل مرتبًا ومعيدًا لكل شيء في مكانه من دون أن يطلب ذلك مني أحد مضت السنوات وجرى علي ما يجري على الناس من تغيرات وتنقلات واعتماد على غيري في الترتيب وخفتت هذه الحاسة لدي إلى أن عثرت على ذلكم الطلسم الذي أعاد لي تلك الروح وقدم لي نفسي مجددًا ألا وهو: "سحر الترتيب – الفن الياباني في التنظيم وإزالة الفوضى" لـ "ماري كوندو" إنها صاحبة طريقة مميزة في الترتيب تحدثك كمرشد روحاني لا كخبيرة منزلية إنها تبث روح الانتعاش في قارئها ليحاول محاكاة تلك الكلمات الواضحة التي تتعامل بها مع الأشياء إنها تعاملها ككائنات حية جديرة بالاحتواء أو الوداع المحترم، وحتى رمي الأشياء تحول معها إلى فن له أصول الغريب في الأمر ومع أن الشعب الياباني شعب منظم إلا أن "ماري" تتحدث عن فوضى المنازل اليابانية وردود أفعال عملائها المفعمة بالسعادة بعد زيارة خاطفة لمنزلهم تعيد إليها الحياة بعد إزالة ركام السنين والخردوات والغبار لقد بيع من كتابها في الياب...

التوازن والعولمة

صورة
التوازن في عصر العولمة التوازن هو إعطاء كل ذي حقٍّ حقَّه والالتفات للتكامل في الحياة بين العقل والعاطفة والجسم والروح وهو معنى حضاري تستقيم معه أحوال الناس وينعمون فيه بسكنى منطقة نفسية هانئة إذ لا يمكن بحال أن تستقر المجتمعات التي تشقى بشيء من الطغيان في جانبٍ على حساب جوانب وكذلك الحال بالنسبة للأفراد فأفضل ما تقدمه لنفسك ولغيرك وقايًة وعلاجًا هو تحقيق التوازن وبسبب ذلك عنونتُ لبرنامجي في التلفزيون السعودي الذي يتعلق بهذا الموضوع بـ "التوازن والعولمة" تحدثتُ فيه من خلال ما يقرب من الثلاثين حلقةً عن التوازن في مجالات حياتية شتّى تطال فعل الإنسان وفكره في مفاصل حياته الهامة وهو يعايش هذا الظرف التاريخي الشامل "العولمة" وبالفعل فعصرنا يشتد فيه الإلحاح على تحقيق التوازن لعدة أسباب منها: 1-أنه عصر السرعة، والذي في عجلة من أمره على نحو دائم ولا بد من أنه سيفرِّط في صحته أو لياقته لحساب نجاحه العملي أو العلمي، وقد يفرِّط في جانبه الفكري لحساب تحسين جودة منتجاته التجارية مثلًا وعليه قس، ومن الأسباب أيضاً أنه عصر الاستهلاك والاستهلاك يعني الإيغال في المادة ولا يك...