هل أنا بخير؟

أنت لست بخير، إذا كنت لا تطرح مثل هذا السؤال، كلما حدثتك نفسك عن نفسك، فأنت ما زلت تشعر، وما زلت تحس، وما زلت صاحب تساؤلات مفيدة، أنت مهم، ومفيد، وموجود كإنسان فاعل، كروح مميزة، كقدر محُقق، ماء الحياة يسري في عروقك، ودماء التجدد تنضح بها حياتك، ولكن رؤيتك تحتاج إلى تركيز وتواجد في الزمان والمكان المناسبين. لا تستهن بأحاديثك الداخلية، هل تعلم أن حديثك الداخلي قد يبني لك مجداً وقد يهدمك، هل تعلم أن طرح السؤال المهم، في الوقت الصحيح، ينقلك إلى بُعد آخر، هل تعلم أن فيك كوامن قدرات معجزة لا تشعر بها، بالفعل يحق لك أن تسأل: هل أنا بخير؟ كرر هذا السؤال، وفرِّع عليه. هل أنا على الطريق المفيد؟ لا تقل هل أنا على الطريق الصحيح؟ هذا السؤال فاسد، لا يوجد طريق صحيح إلا في أذهان المثاليين، الطريق إما أن يكون مفيد، أو غير مفيد، ولا غير ذلك، والطريق المفيد له علامات، والطريق غير المفيد له علامات، من علامات الطريق المفيد أنه مطروق، وعليه آثار، وله دلائل، بينما الطريق غير المفيد غير مطروق، ولا آثار عليه، وليس له دلائل، قد يكون في أثناء الطريق المفيد دروب غير مسلوكه ولكنها مفيدة، جديدة، تفتح آفاقاً، و...