المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2023

الجمال العاطفي

صورة
الجمال العاطفي لا يمكن أن يكون إلا مع الذات، لا مع الآخرين أبداً، والدليل على ذلك شعورك العالي وأنت مقبل على ما تحب، منشغل بما تهوى، قد اكتفيت بذاتك، واهتممت بتطوير قدراتك، فما أن يدخل عالمك الجميل هذا طرف آخر، وتستشعر لذة حضوره، إلا وانقلبت جنتك إلى جحيم، ونهرك البارد إلى تنور، ولم تتفرقا إلا بقلوب محطمة، وجوانح محترقة، ورغبة ميتة، هل كل الناس يحدث معهم ذلك؟ لا بالطبع، إذن لماذا التعميم؟ لأنك وأنت تقرأ هذه السطور، فأنت تعلم هل هذا الكلام موجه لك أم لغيرك، لقد تعمدت أن أصدمك في البداية كي تكتشف بنفسك، هل مر عليك الموقف أعلاه أم لا، ومع ذلك فالجمال العاطفي بالفعل يكون مع الذات أولاً، بمعنى أنك لن تحصل على علاقة جميلة إلا إذا كانت علاقتك بذاتك جميلة، وهنا سؤال: إذا كانت علاقتي بذاتي جميلة فلماذا اسمح لشخص آخر أن يدخل حياتي! والجواب بكل بساطة: الجمال العاطفي المشترك نتيجة طبيعية للجمال العاطفي الشخصي، ستجذب رغماً عنك من يشبهك، لا من أجل أن تتعلق به وتمرضا سوياً، ولا من أجل أن يُكَملك، فأنت مكتمل وهو مكتمل، بل من أجل إضفاء التنويعات الجميلة على الحياة، واتحاد العنصرين الخالدين فيها، وفيض ا...

السجن العقلي!

صورة
السجن العقلي العقل مستودع الخبرات، وهو الذي يبحث أيضاً في المشاعر، ويستنطقها، وجميع العمليات الذهنية تمر عبر العقل، فهو الذي يؤطر، ويحلل، ويصدر الأحكام لكن عندما يتحول العقل إلى زنزانة مغلقة، فإنه يستهلك نفسه، ويجتر مقولاته، وينغلق على ذاته إنه العقل الخائف، العقل المرعوب، العقل المُكَبَّل، العقل الذي يضيع الفرص، ويحيا حياة وحيدة بائسة، لا يفيد ولا يستفيد، لا يعطي، ولا يعرف كيف يأخذ عقل مصمت، نظرياته يابسة، مقولاته جاهزة، أجوبته مُسَكِّتة، تقطع الطريق على أي فكرة جديدة، وحل جديد، ورؤية جديدة هو عدو الحياة، فالحياة طبعها التجدد، والابتكار، والتنوع، والثراء، والعقل الفقير لا يطيق هذا التموج المفيد، بل يحب القضبان، ويلعق أبواب الحديد، ويقدس جدران العادات الميتة. إن أولى خطوات الهروب من زنزانة العقل، هي: السماح للنفس بالدهشة إحياء روح المغامرة البحث عن الاكتشاف خوض مغامرة المجهول تغيير الأنماط السلوكية حيناً تفكيك المفاهيم الفكرية حيناً آخر الانخراط في قراءات لمجالات أخرى توثيق علاقات من بيئات أخرى التخلي عن الأفكار التي لا تعمل، بعد عدها وإحصائها وكتاباتها، لتمزق...

الكتابة والإغماء

صورة
الكتابة والإغماء بما أنك كاتب في أنت في حالة إغماء على نحو دائم الكاتب في عملية إعادة تشكيل للذات الكاتب يعيش الانفصال والاتصال بيسر الحدود بين واقع الكاتب وخياله رقيقة نظرة الكاتب للمرأة أوسع من نظرة غيره، نظرته للحضارة أوسع من نظرة غيره، ليست فقط أوسع، بل لها أبعاد أخرى ونوافذ يرى من خلالها ما لا يُرى بالبصر بل بالبصائر، الحضارة في عينه أنثى، الحضارة بلا أنثى ليست حضارة، الكاتب بلا حضارة ليس بكاتب، أسلخ المرأة إن استطعت من الحضارة، وانظر ماذا يتبقى، أسلخ المرأة من جميع الفنون وأنظر ماذا يتبقى، ليس انتصاراً للمرأة، بل وصف دقيق للواقع. القلم في يد الكاتب ليس بندقية ولا ريشة، بل قلم، ويكفي أنه قلم القلم يخط الحياة، القلم يعطي الحياة حياة، القلم يضمن للحياة الحياة القلم ليس للتوثيق، ولا للتدقيق، ولا للتعليق، بل لنفخ الروح في الحياة. الدفاتر والأوراق تدور في ذهن الكاتب، وهو يدور في الحياة يرقص الكاتب في خدر عجائبي كما يصنع الصوفي المخلص حينما يدور حول عالمه الخاص، ولكن الكاتب يطوف حول كل العوالم والأكوان، يمشي في الشارع وهو في شارع موازٍ له من بُعدٍ آخر، يتذوق فرولة كاميرو...

أريكة المتعة

صورة
أريكة المتعة لكل واحد منا أريكة يأوي إليها بعد طول المشقة، أو التعب، أو حتى الملل تتمثل هذه الأريكة في هواية، أو استرخاء، أو تأمل، أو مشي، أو تنفس، أو صحبة، أو حضن دافئ، أو محادثة لطيفة، أو كتاب مؤنس، أو شباك يطل على الجمال، أو نظر يطول إلى السماء، أو كَفٌّ ترتفع بالدعاء، أو سجدة طويلة، هنا نجد أنفسنا، هنا نرتاح، وكأن جميع ما نفعله في هذه الحياة تمهيد وتهيئة لهذه الأريكة، أريكة المتعة. منا من يشاهد مسلسلاً تاريخياً، أو فيلماً وثائقياً، أو يرسم لوحة، أو يدون خاطرة، أو لا يفعل أي شيء، لكنه على أريكة المتعة هل تعلم أن أريكة المتعة هذه، والتي قد لا تعطيها اهتمام، هي أروع شيء في حياتك، ليس لذاتها، بل لأنها هي المحطة التي تكون خالصة لك راحة لقلبك هدوء لعقلك سكون لروحك من أجل ذلك من الجميل: أن تتعرف على أريكة المتعة خاصتك أن تستثمر فيها أن تحبها وتُجَمِّلها أن تهتم بها وتراعيها. لا تبخل على نفسك أبداً لا تستكثر الوقت الذي تقضيه على أريكة المتعة لكن إن كنت كسلاناً وغير منتج وبطَّال، فهي ليست أريكة، بل تابوت بارد، أنهض منه، واكتسب في حياتك ما يُرقِّيك، ويجعل منك إنسانا...